“أقراص الصباغة” أو ما يسمى ب”جوطون”؛ موضوع يؤرق مهنيي الصباغة بالمغرب منذ سنوات، أصبح اليوم متجاوزا بعد أن أصدر مجلس المنافسة قرارا بسحب هذه الرقائق من منتجات الصباغة بناءا على مراسلتة الموجهة لمدراء مجموعة من الشركات الفاعلة في هذا القطاع ؛والتي تتعلق بتوقيع التعهدات المنبثقة من اجتماع المجلس بهؤلاء الفاعلين والتي تقضي بسحب هذه الرقائق من منتجات الصباغة وإعلان الأثمنة الجديدة للزبناء ،مع احترام مبدأ حرية المنافسة .
هذا وكان مجلس المنافسة، قد دخل في وقت سابق على خط قضية الممارسات التي تقوم بها بعض شركات الصباغة بالمغرب، المتمثلة في تحفيز حرفيي الصباغة عبر ؛ ” أقراص الصباغة “، أو ما يسمى بـ “jeton”، الموجود في قلب علب الصباغة، هذه الأخيرة تعتبر في نظر جمعيات منتجي وحرفيي الصباغة، خرقا سافرا لقانون حماية المستهلك، مؤكدة أن هذه الممارسة لا توجد في أي دولة بالعالم، باستثناء المغرب.
ممارسات تؤرق كاهل المستهلك المغربي
يعتبر التهافت من طرف بعض مهنيي الصباغة ( الصباغ) على هذا “رقائق الصباغة” أمرا خطيرا حيث يوصي هذا الأخير المستهلك باقتناء بعض المنتجات التي تتوفر هذه الرقائق ولو على حساب الجودة ، مما يجعل المستهلك المغربي يقع ضحية هذه الأمور.
حيث أن بعض الشركات تخصص ما بين 10% و15 من رقم معاملاتها على شكل “جوطونات”، ما يمثل مبالغ هامة، بالنظر إلى حجم المعاملات بالنسبة إلى بعض الشركات الكبرى الذي يمكن أن يصل إلى 150 مليار سنتيم، ما يعني أنها يمكن أن توزع أزيد من 15 مليار سنتيم عبارة عن عمولات على شكل “جوطونات” لا يعلم بها إلا بائع هذه المنتوجات والصباغ الذي يستفيد منها، في حين لا يعلم المستهلك بوجود مثل هذه التحفيزات.
السوق المغربية الأغلى على مستوى صياغة المباني في إفريقيا
بسبب هذه الممارسات الغير قانونية ، فإن السوق المغربية تعتبر الأغلى مقارنة بنظيراتها من إفريقيا حيث أن معظم الشركات المغربية المستثمرة في إفريقيا تبيع نفس المنتوجات بأقل ثمن وبجودة أكثر ، والغريب في الأمر أن هذه الشركات التي تستعمل هذه الأقراص في المغرب نفسها التي تستثمر في إفريقيا لكن بدون وجود “الجوطون” ، مما يفسر في نظر بعض مهنيي القطاع بأن سبب استعمال هذه الوسائل هو احتكار سوق صباغة المباني بالمغرب وعدم السماح للمستثمرين الأجانب بالدخول إلى المغرب.