احتفاء خاص بالاعلاميين أشرف محمود ومقروف وعمور
“أتعرف ما معنى الكلمة… الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور..
بعض الكلمات قلاع شامخة.. يعتصم بها النبل البشري..
الكلمة فرقان ما بين نبى وبغى..
الكلمة حصن الحرية..
إن الكلمة مسؤولية”.
بهذه الأبيات الشعرية الجميلة والرائعة للأديب المصري عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحية “الحسين ثائرا”، أنهى الكاتب الصحفي في جريدة” الأهرام”، والإعلامي القدير أشرف محمود، رئيس الاتحاد العربي للثقافة الرياضية، محاضرته في ملتقى”محمد بوعبيد للإعلاميين الرياضيين” في دورته السادسة، الذي نظمته الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، عن بعد عبر تقنية التواصل المرئي، مساء الجمعة 26 يونيو 2020، وخصصته لموضوع: “تحديات الصحافة الرياضية في زمن كورونا وما بعده.. أسئلة التخليق والتجويد والابتكار”.
وشارك أشرف محمود في الملتقى بصفته ضيف شرف الدورة السادسة، والمحاضر الرئيس فيها.
وشكل الملتقى فرصة للاحتفاء به، وبقامتين إعلاميتين وطنيتين هما محمد مقروف ومحمد عمور، وسط حضور لافت ومتابعة نوعية ووازنة من صحافيين ومهتمين وفاعلين رياضيين من داخل وخارج المغرب، إلى جانب وجوه رياضية بارزة مثل اللاعبين الدوليين السابقين طلال القرقوري وربيع العفوي.
انطلقت الندوة، التي امتدت قرابة ساعتين، بكلمة ترحيبية من الزميل يوسف بصور، الذي تولى تسييرها وإدارتها باقتدار، ثم تناول الكلمة عبد اللطيف المتوكل رئيس الرابطة، ليجدد الترحيب بالشخصيات الإعلامية المحتفى بها، وبكل الحاضرين، وقال إن الرابطة أخذت على عاتقها أن يبقى ملتقى “محمد بوعبيد للإعلاميين الرياضيين” محطة سنوية لترسيخ قيم الوفاء والاعتراف بإسهامات وعطاءات الرئيس المؤسس للرابطة، ورمز الأجيال المرحوم محمد بوعبيد، ولمناقشة القضايا التي لها صلة وثيقة بالإعلام الرياضي، مضيفا أن الرابطة قررت إدراج الملتقى ضمن سلسلة منتدياتها الفكرية والتكوينية عن بعد، التي أطلقتها في زمن كورونا، للتأكيد على انخراطها الجاد في مقاربة قضايا الساعة بامتياز على الساحتين الرياضية والإعلامية، وأوضح في هذا السياق ان الملتقى هو المنتدى الخامس في سلسلة منتديات الرابطة الفكرية والتكوينية عن بعد.
وأكد على أن اختيار الإعلامي المصري الكبير الزميل أشرف محمود ليكون ضيف شرف الملتقى في دورته السادسة، راجع إلى علاقة الصداقة والأخوة التي كانت تجمعه بالمرحوم ومربي الأجيال الأستاذ الكبير محمد بوعبيد.
بعد ذلك، تناول الكلمة المحاضر الإعلامي أشرف محمود، وعبر في البداية عن فخره واعتزازه باختياره ضيف شرف الملتقى، وتوجه بالشكر إلى مكونات الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، وقال إن علاقته بالمرحوم محمد بوعبيد كانت مثالية في الصدق والأخوة منذ أول لقاء، وتعززت بعد توقيع اتفاقية التوأمة مع رابطة النقاد المصريين برئاسة الإعلامي الكبير عصام عبد المنعم، واستمرت بنفس القوة والزخم، وقال إنه اكتشف في السي محمد بوعبيد رحمه الله، الرجل الوفي لوطنه المغرب، ولقيم العروبة، واصفا إياه ب”العروبي”، مبرزا أن مصر كانت تحتل مكانة خاصة في قلب ووجدان المرحوم، وهذه المكانة تجسدت في زياراته العديدة، وفي علاقات الصداقة التي جمعته بإعلاميين ورياضيين ووزراء في مصر، وهذا ما جعله محبوبا لدى الكثيرين منهم.
وقال إن المثل المصري الشهير “السيرة أطول من العمر”، ينطبق على فقيد الصحافة الرياضية المغربية والعربية، فسيرته المشرقة والمضيئة تتحدث عنه وهي أطول مقارنة بالمدة التي قضاها بيننا.
عقب ذلك توجه بالتحية للزميل محمد مقروف ووصفه ب”الاعلامي الكبير صاحب البصمة والطلة والثقافة في مجال الإعلام الرياضي والذي شرفت بصحبته منذ عقود فوجدته نموذجا مشرفا لأهلنا في المغرب”، ثم خاطب الزميل محمد عمور قائلا: “لقد شرفت أيضا بصحبة إعلامي كبير في شخص محمد عمور، خلال تجربة الجزيرة الرياضية، كان خلالها نموذجا للإعلامي الرصين والمدير الواعي الذي يحببك في العمل مهما كانت الضغوطات لأنك ستجد كلمة شكر منه تنسيك التعب”.
وفي تناوله لموضوع الملتقى، استهل محاضرته بالاشارة إلى أن لقب الصحافي يطلق على كل عامل في مجال الإعلام أكان كاتبا أو مذيعا أو مخرجا فنيا أو تلفزيونيا، مضيفا أن” الصحافة مهنة متفردة لأنها تقوم على الإبداع، ولها خصوصية وأخلاقيات ومبادئ تخص المهنة، وتخص المؤسسة، وتخص الصحافي نفسه، ومن هنا جاء التوصيف بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، وإنما رسالة إنسانية مسؤوليتها تكوين وعي الشعوب وتثقيفهم وتنمية أفكارهم وتحصينهم ضد الشائعات، وهي أداة للقريب بين المسؤولين والعامة، وتؤدي دورها وفق قيم مهنية تعتمد على الحياد والصدق والموضوعية والصراحة والمسؤولية”.
وبعد أن قدم تعريفات وتوصيفات لمهنة الصحافة، أكد على أن الصحافي مطالب بأن يستغل أجواء الحرية في التمسك بمبادئ المسؤولية والنزاهة، ونقل الأخبار الصحيحة، وتضييق الخناق على الزائف منها، وفي تطوير قدراته وطرق اشتغاله، وذلك باستخضار دائم لضميره المهني الذي وصفه بالصوت الذي يعلو داخل كل إنسان لينبهه إلى الخطأ ويرشده إلى الصواب”.
ودعا الصحافيين إلى عدم السقوط في الخلط بين الخبر والرأي، وهي ظاهرة بالنسبة إليه طاغية اليوم على الساحة الإعلامية، وجب التخلص منها، في توافق تام مع الميثاق الأخلاقي للصحافة.
وتوقف المحاضر عند جائحة كورونا، وقال إنها تطرح تحديات كبيرة، وخاصة على العاملين في الإعلام التقليدي، وفرضت العمل وفق تقنيات التواصل الحديثة، لمواصلة الحضور والتفاعل مع انتظارات المتلقي، وقال في هذا الصدد إن الإعلام التقليدي مطالب بالابتكار والتجويد ليضمن لنفسه حضورا فعالا، بالنظر إلى أنه لا يتحرك إلا في إطار ثوابت واخلاقيات مهنة الصحافة، و يواجه منافسة شرسة مما يعرف اليوم بالإعلام الجديد (البديل)، الذي قال عنه إنه “ليست له مرجعيات وأصول وقواعد” في الغالب الأعم.
وبعد فتح باب النقاش وطرح مجموعة من التساؤلات والآراء، اتفق الجمبع على أن الإعلام مطالب بأن يستغل مناخ الحرية ليحتمي بأخلاقيات ومقتضيات ومبادئ مهنة الصحافة في وجه كل الإغراءات ومحاولات الاحتواء والتدجين التي تترصد به، ليحتل مكانته الرائدة كرافعة للتوعية والتثقيف والتعبير عن كل الآراء والمواقف والحساسيات الفكرية.
و أسدل الستار على الملتقى بتقديم شهادات تقدير للمحتفى بهم، أشرف محمود ومحمد مقروف ومحمد عمور، كعربون وفاء وتقدير لعطاءاتهم وإسهاماتهم المتواصلة في مجال الإعلام الرياضي، وقد عبروا جميعا عن اعتزازهم بهذه الالتفاتة، وعن سعادتهم بالحضور والمشاركة في ملتقى يحمل اسما عزيزا عليهم، وكانت تربطهم به روابط صداقة وأخوة متينة.
عن المكتب التنفيذي
يونس الخراشي
نائب الرئيس