كشفت مجلة “فوربس أنديا” أن المغرب بدأ يتقدم في رؤى ريادة الأعمال للجيل القادم بانطلاق بارز للعقول الشابة وأفكار الأعمال التي قد لا تكتسب قوة جذب في أجزاء أخرى من القارة الأفريقية بفضل الابتكارات والمخاطر الإيجابية التي اتخذها الجيل القادم.
وأفاد تقرير نشره الموقع أن أصغر اقتصاديي الجيل القادم من النجوم مغربي اسمه عبد الرحيم نوفيسو يشغل مهمة رئيس مجلس الإدارة والرئيس والمدير التنفيذي للعديد من شركات التعدين الكبرى، وصار اليوم أصغر ملياردير عصامي في البلاد.
انطلق مسار نوفيسو في قطاع التعدين وعمره لم يتجاوز بعد العشرين ربيعا، وصار خلال مدة بلغت 12 عاما يبني إمبراطورية تكتسب وتستكشف وتقيم الخصائص المعدنية في جميع مناطق المغرب، وعمره اليوم لم يتجاوز 32 عاما.
وبدأ تعدين الذهب بشكل جدي عام 2015، ومع حلول عام 2019 كان من المتوقع أن ينتج المشروع قيمة تبلغ 574.8 مليون دولار خلال 15 عاما من الاستغلال فيي منجم البليدة باحتياطي النحاس يصل إلى 300 متر تحت الأرض.
عندما سئل عن سبب نجاحه، يقول نوفيسو “إن النجاح من وجهة نظري أكثر من الربح المادي عندما اكتشفت احتياطات معدنية قابلة للاستغلال، فأحولها إلى فرص شغل وأَضيف قيمة للاقتصاد المغربي حتى ولو كانت صغيرة لتساعد على تطور الاقتصاد ومحاربة البطالة”.
يؤكد على أن “النجاح المادي ليس رهانا بل جزءا من أحلامي، وأن هدفي أيضا أن أنفع مجتمعي وأن أتوجه أكثر للصناعة المعدنية من أجل تثمين المادة الأولية لزيادة قيمتها من أجل توفير مدخرات أفضل العمال وفرص أكبر للشباب.
وفي هذا الصدد، يقترح نوفيسو “إعادة صياغة قوانين التعدين في البلاد التي تعيق الاستثمار الوطني والأجنبي لتيسير الانخراط في هذا القطاع بحكم أن مؤهلات المغرب كبيرة وواسعة ومميزة بحجم انتظارات الوطن”.
ويرى أن اختياره هذا القطاع “ثقيل يجمع فيه بين الإنتاج والاستكشاف، وهو أيضا قطاع ممتع اقتصاديا ففيه المغامرة وهامش الربح، والمخاطرة فيه كبيرة، وسط اهتمامي أيضا بأنه متعة رحلة ومغامرة لا مثيل لها.
ومن العثرات التي واجهها في سار لأكثر من 12 عاما، يروي نوفيسو ، “ضعف الإمكانيات المادية اللوجيستيكية، فكلما كانت هناك حينما فرصة معدن لا أتوفر على آليات التنقيب والجلب الثقيلة والمكلفة والأغلى ثمنا، حتى أن كرائها غال. لكن مع التحد والبحث عن الحلول بالسمعة والعلاقات تمكنت من تأمين اتفاقيات وتعاقدات بشراكات منها الوطنية والدولية بضمانات المنجم والاحتياطي”.
يقول نوفيسو إنه “انطلق بأول احتياطي في البلاد للباريتين (المغرب المصدر ثالثا عالمي بعد الصين والهند) والمستخدم في التنقيب على النفط والغاز من مناطق في درعة تافيلالت وفي جبال مناطق سوس ماسة، ثم توجه للنحاس الذي صار مادة استراتيجية في الصناعات وله موقع إفريقيا.
وبعدما راكم الشاب عبد الرحيم خبرته في معدن “البارتين”، توجه لمعدن لنحاس (جبال سوس ودرعة) وصار يصدره لشركات عالمية، خاصة الصين. شأنه شأن معادن الرصاص والذهب وغيره.
يعتبر نوفيسو أن “الاستمرارية والنظرة الاستراتيجية داخل قطاع التعدين وإعادة استثمار الأرباح في مناجم أخرى إما بالتنقيب أو ف مناجم أخرى صغيرة قد يمتد إلى سنوات صار ددنه وهمه وأفقه، حيث يتجه لتثمين المادة الخام لتصنيعها ومعالجتها كي يكون ثمنها في الربح أكثر من الثمن وتتحقق فرص شغل جديدة.
وعلى الرغم من أن شركاته التعدينية تشغل أكثر من 500 شخص ، فإن طموحاته تتوسع وتكبر وتطمح لتوفير فرص شغل جديدة وإَضافية كل عام بالاعتماد على مزيد من الاستكشافات التعدينية.
ينصح نوفيسو الجيل الجديد من الشباب بأن تكون طموحاتهم أكبر ويشتغلوا لأن تصير أحلامهم كبيرة، لأن الفرص المتوفرة اليوم أكبر من ذي قبل، عبر تحفيزات ومبادرات وضعتها الدولة لفائدة الشباب ليحققوا ذواتهم وأحلامهم الكبيرة، وعلهم أن لا ييئسوا وأن لا يستسلموا حتى يكسبوا الرهان ويحقوا الأماني مهما كانت الظروف.