رحَّب سُكان الرباط وسلا وتمارة، خلال الأسبوع الجاري، بالحافلات الجديدة للنقل الحضري بعدما عانوا الأمرَّين مع الحافلات السابقة لشركة “ستاريو” التي جعلت النقل العمومي الحضري في العاصمة ضمن الأسوأ على المستوى الوطني.
وضمَّت حظيرة الحافلات الجديدة في المجموع حوالي 350 حافلةً حديثةً من نوع ميرسيديس وسكانيا، تتوفر على خدمة الإنترنت اللاسلكي “ويفي”، والتذاكر الإلكترونية، كما أنها مُجهزة لتسهيل ولوج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة إليها.
في مقابل كل ذلك، أبدى عدد من المواطنين السلاويين تحفظات عديدة بخصوص هذه الخدمة، أولها على مستوى الهُوية البصرية التي اكتفت بالإشارة فقط إلى اسم “الرباط”، في حين لم تتم الإشارة إلى مدينتي سلا وتمارة، رغم أن أغلب مستعملي الحافلات يقطنون فيهما.
حسن بنزلا، وهو فاعل جمعوي وإعلامي في سلا، علَّق على هذا الأمر بالقول: “الرباط العاصمة على راسنا وعينينا.. لكن سلا ماشي مدينة تابعة لها، وماشي حديقة خلفية، سميو العاصمة الرباط – سلا ولى خليو لينا هويتنا واضحة”.
وأضاف بنزلا في صفحته على “فيسبوك” تزامناً مع قُرب بدء خدمة الحافلات الجديدة: “غُبن حقيقي أن يتم وَسْم مدينة الرباط على حافلات من المفروض أنها تجوب أحياء الرباط وسلا..سلا مدينة كاملة ماشي جزء من الرباط”.
أما حميد بوشامة، فكتب هو الآخر على “فيسبوك”: “العُنصرية مرة أخرى تُجاه مدينة سلا.. الكل يعلم أن حافلات ألزا ستجوب كل شوارع وأحياء الجارتين الرباط وسلا في إطار اتفاقية تتضمن اسم المدينتين”.
وذهب بوشامة إلى التساؤل حول هذا الأمر: “لماذا كُتب اسم الرباط على الحافلات ولم يكتب اسم سلا؟ هل الإخوان المسؤولون لا يشرفهم اسم سلا؟”، قبل أن يصف الأمر بـ”التهميش حتى في أبسط الأمور”.
وإلى جانب الهوية البصرية، رصد البعض خطأً على مُستوى الهوية البصرية يتمثل في الترجمة إلى الأمازيغية، إذ كتبت الرباط بالعربية والفرنسية بشكل صحيح وخط أكبر، وإلى جانبهما حروف تيفيناغ، لكن ما كُتب هو “ربات” وليس “الرباط”.
ويبدُو أن من صمَّم الهوية البصرية للحافلات اعتمد الترجمة مباشرةً من الحرف اللاتيني دون الاستعانة بخبير أو بكل بساطة التأكد من صحتها لدى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، فعوض أن تُكتب الترجمة بحرف الطاء كُتبت بحرف التاء.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم ارتكاب أخطاء في الترجمة الأمازيغية بالمغرب، فذلك أصبح شائعاً في اللافتات التي تُعدها الجمعيات وحتى القطاعات الحكومية، علماً أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يتلقى بصدر رحب طلبات الترجمة والتحقق منها.
يشار إلى أن الحافلات الجديدة حددت سعر التذكرة في خمسة دراهم خلال السنوات الأولى من تشغيل الخدمة. ويندرج تشغيل أسطول الحافلات الجديد في إطار تنفيذ العقد المبرم بين شركة “ألزا سيتي” ومؤسسة التعاون بين الجماعات “العاصمة” التي تضم المجالس الجماعية لكل من الرباط وسلا وتمارة والصخيرات.