تستمرّ استعدادات العاصمة الرباط لاستقبال “بينالي” الفنون المعاصرة، شهر شتنبر المقبل، الذي يشرف عليه مندوبه العام عبد القادر داماني، وهو متخصّص جزائري في الـ”بيناليات” وفي تاريخ الفنون.
“بينالي” أو”Biennale”، الذي يحيل في عالم الفنون الجميلة على معرض عالَمي ينظّم كلَّ سنتَين ويجمع مختلف الفنون المعاصرة، من المرتقب أن يرى النور بالرباط ابتداء من شتنبر إلى دجنبر 2019، في مجموعة من معارضها ومؤسّساتها الفنية، من بينها متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر، ومتحف الوداية، وفيلا الفنون، ورواق صندوق الإيداع والتدبير، والمسرح الوطني محمد الخامس، والمكتبة الوطنية..
عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس، قال إن تنظيم “بينالي” للفنّ الحديث والمعاصر بالرباط “سابقة”. وأضاف أن الدولة المغربية تكفّلت لأول مرّة بـ”بينالي” للفنّ الحديث والمعاصر بالرباط، عاصمة الثّقافة، وهو “بينالي” يريد أن يكون إضافة لخريطة الـ”بيناليات” العالَمية.
ووضّح الإدريسي أن “بينالي” الرباط “سينظَّم دون تحديد جغرافي، مع موضوع سُمّي “لحظة قبل العالَم”، وكان اختيارا للمندوب العام للمعرض، الذي أراد أن يتنقّل كلّ فنّان قبل إبداع عمله الفني، ليكون “أرخبيلا مكوّنا من معرض مركزي، ومعارض مرتبطة به”.
وسيعرف “بينالي” الرباط برمجة منوّعة، حَسَبَ الإدريسي، من أوجهها “أوراق بيضاء” تقدّم لكلّ من محمّد الباز في دعوة للساحة الفنيّة الشّابّة الحيّوية، و”بطاقة بيضاء” لـ”فنّ الشارع”، مقدّمة لفنّان شارع معروف اسمه فيتيرا، سيدعو عددا من فناني الشارع المغاربة، مع “البولفار”، و”بطاقة بيضاء” للمخرجة السينمائية نرجس النّجّار، التي ستقوم ببرمجة سينمائية انتقائية جدا ومثيرة للاهتمام، وكذا “بطاقة بيضاء” للأدب..
و”سيثير هذا الحدث الفني في الشهر القادم، يقول الإدريسي، سؤال الهجرة، الذي سيطرحه فنانون برؤية مخالفة. كما سيتناول موضوع الاحتباس الحراري، لأن على الإنسان الوعي بالتغيّرات التي تحدث حوله، إضافة إلى موضوع حقوق الإنسان، الذي يجب أن نكون مقتنعين، معه، بأنّ الرّجل والمرأة سواء أمام الحقوق، وأنّ هذا ليس سؤالا اجتماعيا أو دينيا، بل مسألة حقّ”.
ويذكر الإدريسي أن الـ”بينالي” سيشهد تكريما لمدينة الرباط، لكونها مدينة تاريخية، ولأنها مكان تنظيم الـ”بينالي”، وبوصفها عاصمة الثقافة في المغرب. ويضيف أن المؤسسة الوطنية للمتاحف حاولت أن يكون لها شركاء عند إعداد هذا الحدث، المنظّم تحت الرعاية الملكية، من طرف معظم المؤسّسات التي تعمل في مجال الثقافة، ولذا ستكون مرافقةً بأكاديمية المملكة المغربية، ووزارة الثقافة والاتصال، والمكتبة الوطنية، ومسرح محمد الخامس، وشركاء آخرين..
وأوضح مدير متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر أن “بينالي” الفنون المعاصرة في مدينة مثل الرباط “استمرار منطقي” لما تمّ تحقيقه فيها إلى حدود اليوم، مع المسرح الوطني، ومتحف الفن الحديث والمعاصر، وهو عامل إضافي سيقدِّم للرباط مكانا في الساحة العالمية، مستحضرا وجود “مشهد وطني جدّ غني ومتعدّد، سيعطينا فرصة التسجيل على خارطة الـ”بيناليات” العالمية، بدعوة أسماء كبيرة وربطها بأسماء مغربية”.