في الوقت الذي يتشبث فيه طلبة الطب بخيار المُقاطعة والعودة إلى باحة الاحتجاجات، قال عمداء كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان إن اجتياز الطلبة للامتحانات الكتابية بنجاح سيضمن لهم، وبصفة استثنائية هذا العام، الانتقال إلى السنة الموالية من مسارهم الدراسي.
ومعلوم أنّ التداريب الاستشفائية محدد رئيسي لنجاح طلبة الطب إلى جانب الامتحانات النظرية، إلاّ أن عمداء كلية الطب قرّروا إعادة صياغة الجدولة الزمنية على اعتبار أن يتم “استيفاء التداريب والأشغال التطبيقية بالنسبة لكليات الطب خلال أو بعد الامتحانات الاستدراكية، مع الأخذ بعين الاعتبار وبالمرونة اللازمة جميع الحالات الممكنة”.
وفي بلاغ نُشر بالموقع الرّسمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، أكّد عمداء كليات الطب أن “حصص الاستدراك والمراقبة المستمرة للأعمال التطبيقية وحصص التداريب السريرية بالنسبة لطلبة طب الأسنان ستبرمج خلال شهري شتنبر وأكتوبر”.
وتأتي دعوة العمداء بعد أيام قليلة من دعوة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان إلى اجتياز امتحانات الدورة الاستدراكية في الرابع من شهر شتنبر المقبل؛ فيما عبّر الطلبة عن عزمهم تنظيم مسيرة احتجاجية ممركزة بشوارع العاصمة الرّباط ضد ما أسموه “باستهتار وتماطل كل من وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة في الاستجابة لمطالبهم المشروعة”.
وفي هذا السياق، قال أيوب أبو بيجي، المنسق الوطني لطلبة الطب، إنّ “الطّلبة لا يُريدون النجاح المجّاني، بل يجب إنقاذ السنة الجامعية بالإشراف على التحصيل العلمي الجيّد”، موردا أنّ التفاعل الذي يطمح إليه الطلبة “يجب أن يصبّ في صالح الطلبة والمنظومة الصحية بالمغرب، فالأمر غير مُرتبط بالنجاح فقط”.
واستنكر أبو بيجي دعوة العمداء التي يقول إنّها “ألغت الشق التطبيقي الأساسي في تكوين طالب الطبّ، فنجاح هذا الأخير مرتبط بحضور الدروس، والقيام بالتداريب الاستشفائية وإجراء الامتحانات،” مُضيفا أنّ “القرارات أحادية الجانب التي تتّخذُها الوزارة تؤثر سلبا على التحصيل العلمي لطلبة الطب، والأصح هو أن يتم إشراك جميع الأساتذة والهيئات البيداغوجية وأعضاء التنسيقية”.
وأكّد المُتحدّث، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على “ضرورة أيجاد مدخل سليم لإنقاذ السنة الجامعية واستدراك الوضع في أسرع وقت مع الحرص على تحسين التكوين الطبّي،” وزاد: “أنّ الطلبة ليسوا السبب في استمرار المُقاطعة، إذ سبق لهم أن أبدوْا عن حسن نيتهم مرّات عديدة، كما تم تعليق مجموعة من الأشكال الاحتجاجية من أجل استئناف الحوار، لكن دون نتيجة”.