بعدما أثار الإعلام المهني تقزيم أكاديمية سوس ماسة التوجيهات الوزارية في مجال التكوين المستمر، وتعثرها في تنزيل اليسير المبرمج منه في ظل ما تعرفه الاكاديمية من تخبط، وما صاحب العملية برمتها من استهتار، سارعت إدارة الأكاديمية ومديرياتها لتسريع وثيرة صرف الاعتمادات المالية الضخمة المخصصة للتغدية والتعويضات. وقد تجسد ذلك بمديرية بنموسى بأكادير إداوتنان، وتيزنيت، وإنزكان أيت ملول…التي تسابق الزمن لبرمجة تكوينات، وصرف الاعتمادات المالية على عجل من دون توفير الشروط الموضوعية والذاتية لانجاح العملية وتحقق أهدافها والغاية منها.
ونتج عن تخبط مديرية بنموسى بأكادير إداوتنان في التخطيط والبرمجة، لتعثر تكوين مدراء المؤسسات التعليمية، في ظل غياب الشروط الضرورية لانجاح محطة التكوين المستمر. لتفجر الوضع، ويتحول التكوين لحلقة من حلقات الاحتجاج، والغليان في محطات كثيرة من الأجرأة والتنفيذ، حتى صارت محطات التكوينات حلبة للاحتجاج، وهو نفس الوضع الذي شهدته مديرية تيزنيت الأسبوع الماضي عندما باشر الموظف المسؤول عن مشروع المؤسسة بالمديرية الإقليمية تنزيل تكوين باهث وضعيف أثار امتعاض واستهجان المديرين. حيث احتج مدراء المؤسسات التعليمية بمديرية تيزنيت بطريقتهم الخاصة، وبدرجة أقل حدة من نظرائهم بمديرية أكادير إداوتنان، الذين قاطعوا التكوين، بشكل مستمر بإعدادية محمد السادس بجوار مقر أكاديمية سوس ماسة، طيلة يومي الإثنين والثلاثاء 7و 8 نونبر 2022، معبرين عن غضبهم الشديد من حيثيات وأعطاب وأوجاع التكوين، وظروفه، وحتى المكونين اضطروا لتنظيم وقفة احتجاجية، ثم انسحب عدد منهم، وفق مصدر من عين المكان.
وأوضحت مصادر متطابقة لموقع “plus24″، أن عددا من مديري المؤسسات التعليمية رفضوا تكوينهم في مشروع المؤسسة المندمج، من قبل مفتش تربوي، لأنهم يرون هذا الأخير بعيد نسبيا من الكثير من محطات مشروع المؤسسة، فضلا عن أن مديري المؤسسات عبروا عن غضبهم الشديد إزاء عدم تمويل المديرية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة لمشاريع مؤسساتهم العالقة منذ سنة ونيف، مما حال دون تنفيذها، مؤكدين أنهم ليسوا بحاجة لتكوين آخر دقيقة، لأن المدير ليس إلا عضوا في فريق مشروع المؤسسة”.
ومما زاد الطينة بلة، يشرح مصدر مطلع لموقع “plus24″، استقدام مكون غير متمكن من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، لتكوينهم النظري في مشروع المؤسسة، واجترار ما تدوول في اجتماعات ولقاءات سابقة، في ظل أفق غامض للتمويل، بعدما تلكأت المديريات والأكاديمية في توفيره، رغم كل شعارات التطبيل والتزمير. وصارت المشاريع على الورق، وخطاب كل اللقاءات والاجتماعات السابقة يتبخر حينه، لتضيع فرص التنفيذ والأجرأة، وتضيع معها آمال آلاف المتعلمين في الاستفادة من المشروع بعد تشخيص تبخر وصار في خبر كان، ولم تعد له أي جدوى بعد دخول مشروع المؤسسة في سنته الثانية من دون تمويل.
وأكد مصدر بعين المكان لموقع “plus24” أن مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة بأكادير إداوتنان زار موقع التكوين، وعاين الاحتجاجات والغليان ثم انصرف من دون أن يتدخل لرأب الصدع، واقناع المديرين المحتجين بجدوائية ورشات التكوين التي صرفت لأجلها اعتمادات مالية مليونية، من تعويضات المكونين، والتغذية، واستراحة شاي…مؤكدا أنه كان من الأولى أن تصرف فيما تحتاجه المؤسسات التعليمية، أو على الأقل صرفها لمشاريع في مؤسسات تعليمية تندب حظها العاثر إلى اليوم”، بحسب تعبيره.
وزاد المصدر ذاته، أن ما نحتاجه ليس هو هدر الزمن الإداري، وتشتيت الميزانيات بدون جدوى في تكوينات لا تنفع، بل الحكامة الجيدة في التدبير والنجاعة التربوية، بدل إدارة فاقدة للبوصلة، بعدما ضاع منها التخطيط، ونالت من استقرار الموارد البشرية، وأفشلت مشاريع القانون الإطار، لتيحول دورها لتدبير الأزمات والكوارث، واعتماد سياسة صم الآدان، تحت شعار كم حاجة قضياناها بتركها.