صَدر كتاب جديد موسوم بعنوان “قوانين الإعلام بالمغرب، من مُدونة الصحافة والنشر إلى أخلاقيات المهنة”، لمؤلفه سعيد أهمان، في حوالي 260 صفحة من الحجم المتوسط، ثمرة عمل ومجهود قارب سنتين ونصف من البحث والتنقيح والاشتغال، وبعد نحو يقارب ثلاث سنوات على دخول مدونة الصحافة والنشر حيز التنفيذ بالمغرب.
ويتزامن الإصدار الجديد مع الاحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة (03 ماي 2022)، الذي يعدّ الثالث من ماي بمثابة الضمير الذي يذكر الحكومات بضرورة الوفاء بتعهداتها تجاه حرية الصحافة، ويتيح للعاملين في وسائل الإعلام فرصة التوقّف على قضايا حرية الصحافة والأخلاقيات المهنية.
كما يُعدّ فرصة للوقوف إلى جانب وسائل الإعلام الملجومة والمحرومة من حقها بحرية الصحافة ومساندتها، ويعدّ هذا اليوم أيضاً فرصة لإحياء ذكرى أولئك الصحفيين الذين قدموا أرواحهم فداءً لرسالة القلم.
وفي تقديم المؤلف للكتاب الجديد، كتب أهمان “هدفُنا أن يكون هذا الإصدار وثيقة تَلُمّ في ثناياها قوانين الإعلام بالمغرب، في شقه الأول، فترتَبِط بِمَسَار يمتد من مدونة الصحافة والنشر إلى أخلاقيات المهنة، علّهَا تُفيد الإعْلامي والأكَاديمي، والبَاحث، والقَاضي، والحُقوقي، والنّاقد، والمُحامي، والإدَاري، والسِّياسي، والنِّقابي، والمُواطن..، حتى يَعِي كلُّ واحدٍ من أي موقع تُمَارس المِهنة، فيُناقش، ويُؤثر، ويَتأثر، ويُدافع، ويَنتقد، ويُوجه، ويُصوب، ويُسدد”.
وأضاف: “ولعل ما نحتاجه اليوم بعد إقرار أول مدونة للصحافة والنشر بالمغرب منذ الاستقلال إلى اليوم، السؤال عما تحقق؟ وما الذي تعثر؟ وماذا ينتظر؟، وماذا عن أوجُه القُصور القانوني والضَّبط القانوني، للمُمَارسة المِهَنية، ومدى احترام مُستلزمات أخلاقيات المهنة، التي صَارت دَيْدَنَ الجميع، وسؤالا مُجتمعيا مُحيِّرا في زَمَنِ الرّقَابةِ النّاعِمَة والافتراس الإعلامي، في ظل إشكاليات تتقاذفُ ممارسة الصحافة التي من المفروض أن تُسَيِّجها الِحُرية والمِصْداقية والمَسؤولية، حتى نُسَاهِم معًا في إرساء لَبِنَاتِ إعلامٍ مِهني يتقوى بالمجتمع، فيغديه ويُنمّيه”.
مِن مُدونة الصحافة والنشر إلى أخلاقيات المهنة، مسَار طويل وشاقّ، يَتعين عَلَينا أن ننتبه جميعا إلى أشوَاكِه حتّى لا تُغْرِينَا أشْواقُه، فلاَ تنفعُ القوانين والنظم ولا تشفع، إن لم تحترم الأخلاقيات. وهذا ما يستلزم من الإعلامي الحِرص على استحضار ضميره المهني المقرون بالمسؤولية، حتى تتطور هاته القوانين عبر نقاش مُجتمعي رصين، يُساهِم في صُنْعِه الفاعلون أوّلا بالمُمارسة، فتنمو، وتُعَدّلُ، وتصَوّبُ، وتُدقَق، وتُقَوَّمُ في كل محطة من المسار، يشارك فيها الجميع، ويبنيها الجميع، حتى تتحقق النجاعة أُثناء التنفيذ.
وبقدر ما نحن بحاجة لقوانين ناضجة في الصحافة والنشر تُلبي انتظارات المهنيين وآمالهم، وحاجات المجتمع، بقدر ما نحن نتطلع لممارسة إعلامية مهنية أُسُّها احترام أخلاقيات المهنة التي تُمَارس ولا تُدرّس.
هذا، وسيعرض الإصدار الجديد، ذي طبعة أنيقة وإخراج فني بنفس نابض، في المكتبات المغربية بدءا من الأسبوع المقبل، قَدّم له الأستاذ النقيب نور الدين خليل نقيب هيئة المحامين لدى محاكم الاستئناف بأكادير وكلميم والعيون، فيما كلفت مطبعة أكادير خدمات التي تديرها الدكتورة مليكة الحيان بطباعة الكتاب الجديد.