انطلقت، يوم أمس الجمعة بالداخلة، أعمال الدورة الثانية للمجلس الوطني التلاميذي، الذي تنظمه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تحت شعار “الصحراء أمانة من الأجداد والتلميذ (ة) على العهد لتسليمها للأحفاد”.
ويندرج هذا الملتقى الثاني، المنظم على مدى ثلاثة أيام، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز دور المجلس الوطني التلاميذي، باعتباره دعامة أساسية للحكامة التربوية والديمقراطية التشاركية داخل المؤسسات التعليمية بالمملكة، وتعزيز تعبئة الفاعلين والشركاء حول المدرسة المغربية.
وقال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، إن تنظيم هذا اللقاء يؤكد بالملموس على أهمية الدور الذي يضطلع به المتعلمون في بلورة الإصلاح التربوي المنشود، لما له من أهمية بالغة في التنشئة المتوازنة والتربية على القيم، وكذا اكتشاف المواهب الحقيقية وخلق عالم من الإبداع والابتكار وإبراز القدرات.
وأبرز السيد بنموسى، في كلمة تليت نيابة عنه، الأدوار الجوهرية للمجلس الوطني التلاميذي في تنمية ثقافة حقيقية وفعالة قادرة على المساهمة في بناء شخصية الناشئة بإكسابهم مهارات تدبيرية وتأطيرية، وتنمية إحساسهم بالانتماء لمؤسستهم، ومساعدتهم على تحمل المسؤولية وممارستها، وترسيخ الوعي لديهم بواجباتهم وحقوقهم، وإعدادهم للمشاركة في الحياة العامة.
وأضاف أنه، وعيا منها بأهمية نشر ثقافة المشاركة التلاميذية في مختلف مستويات اتخاد القرار، وبأن المجالس التلاميذية المنتخبة وسيلة راقية للتعبير عن آراء المتعلمين وتمرينا ديمقراطيا، فإن الوزارة تدعم مثل هذه التظاهرات كآلية للترافع في إطار “الدبلوماسية التلاميذية”، بالنظر لدورها الفعال في تكوين التلاميذ والرفع من قدراتهم التأطيرية والتكوينية في هذا المجال، باعتبارهم صلة وصل بين الناشئة والمسؤولين في مختلف المستويات.
ودعا الوزير أعضاء المجلس إلى بلورة اختصاصات وأدوار أخرى تتماشى مع الظرفية الحالية للمنظومة التعلمية، ومن أجل إرساء “مدرسة منفتحة” على كافة أبعاد ومكونات محيطها، ولكي يتمكن المجتمع المدرسي من مواكبة مستجدات الحياة ومتطلبات التنمية، وتحقيق النمو المتكامل والمتوازن لشخصية كل متعلم، وتوفر المناخ المناسب لتحقيق غايات المدرسة.
من جهته، قال المدير المساعد المكلف بتدبير مجال الحياة المدرسية، عبد العزيز عنكوري، إن الدورة الثانية للمجلس الوطني التلاميذي تميزت بمناقشة تفاعلية مع المشاركين، وبالمصادقة على النظام الداخلي للمجلس، إضافة إلى تنظيم العديد من ورشات العمل.
وأوضح أن هذا الملتقى الثاني عرف حضور ممثلين للتلاميذ بمختلف جهات المملكة تم انتقاؤهم على الصعيد الوطني عبر انتخابات تمت على مستوى الأقسام الدراسية وعلى مستوى المديريات الإقليمية ثم على مستوى الأكاديميات الجهوية، ليصعد 24 تلميذا منهم (نصفهم من الإناث) لتمثيلية المجلس الوطني التلاميذي.
وأشار إلى أنه سيتم، خلال أشغال الدورة الثانية للمجلس الوطني التلاميذي، انتداب رئيس للمجلس وناطق رسمي باسمه، كما ستتم المصادقة من طرف أعضاء المجلس على مختلف القوانين طبقا للمذكرة المنظمة للمجلس الوطني التلاميذي.
ويشمل برنامج الملتقى الثاني للمجلس الوطني التلاميذي تنظيم “جلسة تفاعلية حول المجلس التلاميذي من خلال المذكرة 21×083″، لمناقشة سياق إعداد المذكرة، وتركيبة وأهداف المجالس التلاميذية، ودور المجلس التلاميذي، وتقديم الوثائق المرجعية للمجلس التلاميذي (الميثاق، النظام الداخلي..).
كما يشمل برنامج هذا الملتقى الثاني القيام، غدا السبت، بزيارة للمعبر الحدودي الكركرات، حيث ستتم تلاوة “بيان الكركرات للمجلس التلاميذي”، على أن يتم استكمال أشغال المجلس بدراسة آفاق وأرضية عناصر برنامج العمل.