يراهن حزب التجمع الوطني على فاطمة أمزيل ذات الأصول الأمازيغية والخبيرة في مجال التشغيل لأكثر من 20 عاما، المديرة الجهوية لـ”لانابيك” بجهة سوس ماسة التي أسست فرع مؤسسة التشغيل في درعة تافيلالت وسيدي إفني، لكسب رهان تشغيل الشباب وحفزهم على إنشاء المقاولات بغاية كسب رهان توفير 100 الف منصب شغل في جماعة أكادير.
وتراكمت خبرة أمزيل، الحاصلة على الإجازة في علم ودبلوم علم النفس الاجتماعي وماستر في العلوم الإنسانية تخصص الموارد البشرية، بكونها رئيسة لجنة التكوين والشراكة والتعاون والتشغيل بمجلس جهة سوس ماسة، ورئيسة منظمة المرأة التجمعية بجهة سوس ماسة، حيث التحقت في بداياتها من مساعدة اجتماعية إدماج المعاقين دهنيا، والتحقت بالتكوين المهني مستشارة في التوجيه لمدة ثماني سنوات حتى 2002، مما مكنها إلى جانب آخرين من إدماج وتكوينات خارج وداخل المغرب.
تحكي عن مسارها، وتقول بأنها “التحقت بمجلس جهة سوس ماسة حينما كان عدد أعضاء التجمع الوطني للأحرار 11 عضوا، وكلفت بمهمة رئيسة لجنة التكوين والشراكة والتعاون والتشغيل بمجلس جهة سوس ماسة. كما اشتغلت على أول سياسة جهوية للتشغيل عبر برنامج جهوي للتشغيل بدعم من زينب العدوي حينما كانت والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان.
وفي عام 2006، اشتغلت أمزيل مع “لانابيك” عبر الدراسات الاستباقية في سوق الشغل وعمل راق مع المدير العام السابق لانابيك حفيظ كمال، ثم لاحقا مع أنس الدكالي، وجهويا بقوة في جمعية سوس ماسة مبادرة، التي أسسها عزيز أخنوش عام 2002، بإنشاء 1400 منصب شغل عبر برنامج “مقاولتي” (2006/2008) لتستمر المبادرة إلى اليوم”.
استطاعت أمزيل أن تلملم الغرف المهنية والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والمديريات الجهوية الموازية لهم، لمقاربة المشاكل والمهن الجديدة والملاءمة . تقول عن ذلك: كان عملا في العمق لمدة سنتين في هذا البرنامج، واستطعنا أن نخرج برنامجا وطنيا للتشغل، وصار وطنيا بتكملة من آليات الدولة آنذاك. وهو ما مكن جهات ترابية في بلادنا (الرباط سلا القنيطرة/طنجة تطوان…) من الاستفادة من هاته الخبرة والتجربة ليطلقوا برامجهم الجهوية نحو تعزيز للجهوية المتقدمة وفق الاختصاصات الذاتي للجهة، بما فيها التشغيل والتكوين وتشجيع المقاولة بغاية تحريك التشغيل عبر برامج جهوية.
وتؤكد أمزيل أن تلك المبادرة “حظيت بتنويه من قبل مكتب الدراسات “ماكينزي” الذي استدمجه في البرنامج الجهوي لجهة سوس ماسة. كما لاقت لاقت دعما من قبل شركاء دوليين للمغرب في فرنسا (الوكالة الفرنسية) على وجه الخصوص”.
تحس أمزيل بالغبن لأن المرأة لم تنل حظها بعد في مواقع المسؤولية والقرار، ولأنها بحاجة لإنصاف واعتراف وتثمين. غير أن ذلك لم ينال من عزيمة الخبيرة في التشغيل (فاطمة أمزيل) لما تعرضت له من مناوشات واعتداءات في مسيرتها المهنية خلال السنوات الأخيرة، ومحاولة تنقيلها إلى الدار البيضاء، رغم كونها ضحت من أجل ملف التشغيل وتنمية ملف التشغيل، الذي لن يقلل من عزيمتها.
تؤكد أنها “واصلت عملها من داخل لجنة تكوين المنتخبين بجهة سوس ماسة، في أول تجربة مهيكلة لتكوينهم، عبر استمارة دقيقة استهدفت 1700 منتخب، وبمجهودات ذاتية، ليتم استنباط متطلبات المنتخبين الجماعيين، من الجماعات والمجالس الإقليمية ومجلس الجهة، عبر تقاطعات. كما اشتغلت على الشراكات ومدى ملاءمتها لجاذبية وجانبية الملفات التي تتم مباشرتها، ونالت تنويه الفاعلين والخصوم السياسيين”.
وفي مسارها الحزبي اسلياسي، استطاعت أمزيل أن ترسي تنظيم المرأة التجمعية على مستوى 175 جماعة ترابية بمحليات منظمة المرأة التجمعية من دون تمويل وباجتهاد ذاتي، وفي احترام تام للتمثيل الترابي إقليميا على تراب جهة سوس ماسة.
تقول عن ذلك: هدفي التأطير المتواصل مع الشباب على التشغيل والتعاون مع المرأة لتمكينها اقتصاديا من أجل إنشاء تعاونيات ومشاريع مذرة للدخل، عبر تأطير سياسي مواز.
لم تتخلف أمزيل عن “كل محطات حزب التجمع الوطني للأحرار، وفي تمكين النساء من التعبير عن صوتهن حتى يحققن تنمية البلاد”.
وتأمل أمزيل أن تنتقل تجربتها إلى مشاريع القرب التي تنتظرنا اليوم وغدا. لذا علينا أن نطبق مشاريع التشغيل عبر مقاربة تشاركية مع الساكنة، وهو ما جعل اختياري للمشاركة في تدبير القرب من عضوية الجماعة الترابية لأكادير من أجل الاشتغال مع الجميع بأخلاق سياسية رفيعة وبأفكار راقية يعززه مسار الثقة”.
يشار إلى أن فاطمة أمزيل وكيلة اللائحة النسائية باسم التجمع الوطني للأحرار بمجلس جماعة أكادير الترابية، التي انتخبت عضوا بنفس المؤسسة المنتخبة في اقتراع 8 شتنبر الجاري.