لعل السنوات الماضية العجاف، قد تكون كافية لساكنة مدينة أكادير لتعرف حجم تراجع المدينة على كافة المستويات، طبعا هذا لا يضع حزب العدالة والتنمية في عمق هذه الأزمة، لكنه حتما يضع أعضائها الذين سيروا المدينة خلال الولاية السابقة في سهام المسؤولية.
الثقافة والمجتمع المدني قطاعان مرتبطان ببعضهما تراجعا بشكل كبير في عهد العدالة والتنمية، إبعاد جزء كبير من الجمعيات النشطة في عهد القباج من المنح وتقزيمها، ولو اعتبرناه غير ممنهج أو تكتيكا سياسيا، فإن ذلك يعد خسارة كبيرة للمدينة. تراجعت الأنشطة الكبرى، وساد الاحساس ببرود ثقافي كبير غير مسبوق، ونالت أنشطة الجمعيات الموازية للحزب حظا كبيرا، لكنها لم تتمكن من لعب دور الجمعيات الجادة.
وإذا كانت الولايات السابقة قد عرفت مدا وجزرا في العلاقة مع السلطة فإن ولاية صالح ومن معه، كانت فرصة لامتداد السلطة وفرض املاءاتها على المجلس البلدي، والدليل على ذلك اخر فضيحة وقعها المالوكي ضد جمعيات الصم والبكم التي أُصدر قرار بافراغها بالقوة.
أما المتربصون بمراكمة الأموال من البناء، فقد وجدوا الفرصة أخيرا في عهد مجلس المالوكي لإحاطة مدينة أكادير بجدار إسمنتي من كل الجوانب، حي فونتي الذي كان سيعطي منظرا جميلا للمدينة، حولته البنايات العمودية الى مشهد لا يبشر بمستقبل أفضل للحي.
إن غياب تجربة التدبير والتسيير، حالت دون أن تتمكن الساكنة من ملاحظة أي تغيير ايجابي، حتى الطرقات التي تم إصلاحها لم تكن في مستوى تطلعات المواطنين، بل زادت من محنتهم مدارات بأحجار تهز عرباتهم بشكل يومي. أما قطاع النظافة والبيئة الذي كان يأمل من خلاله المجلس تسويق صورته، فإنه لم يكن بالنجاعة الكافية.
إن الغاية من هذه الانتقادات، ليس توجيها للرأي العام نحو مرشح معين على ذكر الانتخابات، بل غيرة من كل مواطن أكادير، بسبب فقدان المدينة لبريقها السياسي الاجتماعي والثقافي.