بعد أن توجه حاميد البهجة المنسق الجهوي لحزب الاحرار بسوس، للرأي العام ببلاغ يسرد فيه تفاصيل وأسباب اقالة المنسق المحلي لحزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة إنزكان، خرج موكال عبد الله عن صمته ووجه هو الأخر بلاغ للرأي العام ووجه رسالة خاصة للأمين العام للحزب عزيز أخنوش، وفيما يلي نص البلاغ:
موكال عبد الله
المنسق المحلي للحزب بإنزكان.
الفضلاء المحترمين رجالات ومسئولي الحزب الذين أقدرهم واحترمهم.
تحية واحترام
وبعد
تغمرني مشاعر الأسى وإحساس بالمرارة وأنا اكتب هذه الرسالة، وفي نفس الوقت أشعر بانتصار الذات والمبدأ على تيار يصر على كسر كل شيء جميل نحلم ببنائه لصالح هذه المدينة وأبنائها.
وأنا أغادر سفينة حزب كرست له جزءا غير يسير من وقتي وجهدي على حساب أسرتي وارتباطاتي المهنية، حزب آمنت به وهو يخط مسار الثقة بتعاقد جديد مع المواطن المغربي لبناء مغرب الغد، مغرب يؤمن بالكفاءات ويستدعي أبناءه البررة لإعادة الثقة في العملية السياسية التي كانت مثار انتقادات جادة من أعلى سلطة بالبلاد.
وأنا أعاين على مضض مظاهر تشي بانزياح الحزب وخروجه عن هذه الأهداف الكبرى، وتكرس منطقا بعيدا عن الديموقراطية وعن الاختيار العقلاني لمن سيقود الشأن المحلي بالمدينة ويعمل على استرجاع مجدها وقيمتها داخل الجهة وبكل ربوع الوطن.
لقد بذلت كل الجهود بمعية طاقم من الكفاءات من الناذر أن يجود الزمان بمثلها، من أجل إعداد برنامج تعاقدي متكامل مع ساكنة المدينة، لكن بعض أيادي الفساد والغدر أبت إلا أن تشتغل ضد التيار هدفها تبخيس كل عمل جدي نقوم به.
لقد كان لقاؤنا مع السيد الرئيس عزيز أخنوش، الذي أكن له كل التقدير والاحترام، بمثابة ميثاق أمانة حاولنا من خلاله الاحتفاظ بما يمكن من آليات قصد حلحلة الوضع المعقد الذي يعيشه حزبنا على مستوى المدينة، لكن تبين لي من خلال بعض ردود فعل مرشح الحزب في جماعة انزكان أن الثقة أضحت مفتقدة ولم يعد هناك من مجال للحديث عن استرجاعها، وذلك في صميم اعتقادي بسبب تواطؤ جهات لها أهداف ومصالح ضيقة فيما يقع ببيتنا الداخلي.
وفي الآن ذاته فإنني أشعر بكثير من الاعتزاز، وبزيادة منسوب الثقة في نفسي ومحيطي الرافض رفضا تاما أن يشارك في أية مؤامرة تستهدف مدينتي. لا أرضى لنفسي ولمن له غيرة حقيقية وإيمان عميق في الإصلاح، بالمتاجرة بمصالح المدينة التي حضنتني وترعرعت بين أهلها ، أو أن تصبح رهينة بين أيدي تجار المال والسياسة، كما لا أرضى أن يباع شباب ونساء ورجال إنزكان في سوق النخاسة، كما لا يمكن أن أقايض هذه المبادئ بكرسي بئيس أو بامتيازات مهما كانت، والتاريخ يحفظ للإنسان مبادراته ومواقفه وليس ما سيجنيه من فتات زائل.
إنها المسؤولية التي مافتئ يتحدث عنها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في أغلب خطبه، ويكرسها دستور المملكة بربط المسؤولية بالمحاسبة، تمنعني من تلطيخ سمعتي بالمشاركة في هذه الجريمة التي تستهدف مدينة إنزكان العريقة.
وأنا أبذل كل الجهود من أجل تنمية المدينة وأحاول العمل على تشجيع الاستثمار بها قدر الامكان، غير أنني في نفس الوقت أومن بضرورة أن تقترن هذه الأمور بتنمية حقيقية يلمسها أبناء المدينة بكل شرائحهم وخصوصا الفقراء والعاطلين، وليس أن تقتصر ثمارها ومنافعها على فئة من الانتهازيين الذين يسعون لإخضاع القرار السياسي لمصالحهم الخاصة، واستغلال الموارد الهائلة للمدينة دون الالتفات إلى الواقع المؤلم الذي تعيشه أغلبية الساكنة.
إنها الحقيقة التي لا يريد الكثيرون ممن لهم أهداف غير شريفة، الاقتناع بها ويصمون أذانهم عنها، غير أن الحسم في ذلك يبقى بيد المواطن وسأكون دائما بجانبه.
إنني لا زلت اعتز بكم قادة ورجالات من الطراز الرفيع، وبغيرتكم على هذا الوطن وبتفانيكم في خدمته، وأجد نفسي مقيدا بواجب التقدير والاحترام، غير الجهر بالحق يفرض على القول بأنكم أخطأتم في حق هذه المدينة ولو بغير قصد.
لابد من التنويه في الأخير إلى أنني طيلة مساري النضالي داخل الحزب، الذي منحني احترام الساكنة وباقي الشركاء السياسيين بالمدينة، فقد كسبت أطرا وكفاءات اعتز بها وبالمسار العملي الجاد الذي أمضيته برفقتها، ومن المؤسف أن ينتهي ذلك بخسارة هذه الكفاءات وفقدانها داخل أجهزة الحزب بسبب الافتقاد لثقافة الاحتضان والعمل على المحافظة على هذه الكفاءات.
هدفنا الأسمى من الانتماء إلى هذه المؤسسة هو خدمة مدينتنا ووطننا وملكنا لا غير، ولكنني اعتقد ان الحزب لازال متوجسا من الحسم مع مظاهر الفساد الذي عشعش في أوصاله خصوصا بهذه المدينة ولم يعبر بعد عن الجرأة السياسية اللازمة للقطع معه.
أنا مواطن مغربي وسأضل معتزا بانتمائه لتربة مدينة إنزكان، مواطنا حرا مناضلا. فالأحرار الحقيقيون لا يقبلون المزايدة والمساومة بمبادئهم وقناعاتهم.
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.