ماتزال تداعيات الأخطاء المادية والتنظيمية واللوجيستيكية تلقي بظلالها على الإمتحان الوطني لنيل شهادة الباكلوريا، والتي جرت أكاديمية سوس مسة إلى ترتيب متدن متأخر وطنيا، أي الرتبة 10 وطنيا في سابقة لم تعهدها سوس مسة منذ إنشاء الأكاديمية عام 2002. والسبب ضياع الأولويات والانشغال بمصالح بعيدة عن أولويات التلميذ أولا وأخيرا.
هذا الوضع فطن إليه المسؤولون في باب الرواح بالوزارة رغم كل المساعي لتلميع الصورة قبل الباكلوريا بعقد ندوة صحفية حشد لها زمرة من المدرسين الفاضلين الطامعين في نيل رضى التكليفات أو المصاحبة المشلولة بوعود مزيفة بأن النتائج ستكون متقدمة بين الأكاديمية. والحال أن ذلك صحيح لو عكس الترتيب لاحتلت سوس مسة الرتبة الثالثة وطنيا. هذا الوضع علمت به اللسطات الولائية والمنتخبة، وزكته الشكايات التي رفعتها الأسر وصدموا من نتائج ما حصل وسرعة تدبير استحقاق وطني شابه الكثير من الارتجال من التحضير إلى النتائج فكان الذي حصل.
هذا الوضع غير المشرف، اضطر معه رئيس مجلس جهة سوس ماسة الدكتور إبراهيم حافيدي لاستقبال التلميذة الحاصلة على أعلى معدل جهوي في باكلوريا 2021 ومنحها هدية، فيما تلكأ مدير سوس مسة عن فعل ذلك، وروج بأنها تنتمي للخصوصي، بعدما سبق وقام بنفس الفعل في باكلوريا سابقة مع تلميذة من الخصوصي. فما الذي تغير؟! أم أن صدمة النتائج لم تندمل بعد، وينتظرها ما ينتظرها؟!رسالة جميلة من حافيدي ومن السلطات للمتعاقد وزمرته التي تتلاشى يوما بعد يوم وتنتظر أن تفر بجلدها في انتظار أن تحصد تعويضات عيد الأضحى المليونية الموعودة؟!
هذا الوضع الاستثنئائي في أكاديمية الاستثناء، ساهم في تواصل تذمر الأسر في نتائج الامتحانات الاشهادية (الثالثة إعدادية والسادس ابتدائي) بعد قرار الوزير باعتماد 10/20 في الاعدادي و 5/10 في الابتدائي. والحال أن العشرات من المدارس لم تستكمل المقررات الدراسية، وأبناء الشعب لم يدرسوا حصصهم كاملة بسبب التناوب الذي لم يتم وفق خطط محكمة جهوية، فبالأحرى أن يكون ذلك إقليميا ومحليا، مما هدر ملايير الساعات، سيكون وبالا ومسؤولية على من تعلق بالمنصب والمقعد والتمديد (لا يعلم الجميع لأي مصلحة ولأي كفاءة، كأن أمهات المغاربة عاقرات…)، واعتبر عمارة المليار وصفقات المطعمة ومركزة المزيد من صفقات الاستثمار والاستغلال من قبيل مركزة صفقة عدة الإمتحانات الإشهادية(اوراق التحرير رأوراق التسويد..)… حتى تاهت الأولويات!
وللاشارة فقط، فإن حتى ما استنفر له المدير الجهوي وقته ولم يتمكن من تحقيقه. وهو استكمال عمارة المليار التي سبق وأن صرح في حوار مصور(سبق وصرح بأن كلفتها المالية 4.7 مليون وتجنب احتساب كلفة الدراسات والمراقبة والتتبع وخصوصا التجهيز) انها ستكون جاهزة في يونيو 2021. مر يونيو كما مرت سنوات ولم يتحقق حتى بناء عمارة المليار التي حشد لها ما حشد، وعبأ لها ما عبأ، ومنحها من الوقت ما منح..فكيف يعقل أن تتحقق المؤشرات وتتقلص الأرقام المتدنية وترتفع المردودية الداخلية ونسب النجاح المتدنية، التي أغرقت سوس مسة في الوحل حتى النخاع، حتى أنه صمت وأبتلع لسانه، لأن نسب النجاح في الجهوي صادمة أكثر من الوطني، زد على ذلك نسب النجاح في السنة الثالثة إعدادي (شهادة الدروس الاعدادية) والسادس ابتدائي (الدروس الابتدائية).
ومن ردود الفعل على ما حصل، الشروع في توزيع “صكوك” الاستفسارات” ودزينة المراسلات لرمي التهمة وإلصاقها بالمديريات الإقليمية حتى يتم اقتناص المزيد من الضحايا لأعطاء الإنطباع انه تم تجسيد الصرامة. غير أن ذلك كله من أوجه “التخفي على واقع تربوي مأزوم من الرأس إلى أخمص القديمين” بشهادة المختصين والمنتسبين والشركاء والمتتبعين، حتى صار الجميع يتفرج على مشهد تربوي مأزوم ومستنقع كما يسميه “داموح الكبير” في الرباط، بعد أن تفرج العالم علي مهزلة الإستعانة بحفنة من شياطين النت لتدمير موقع إلكتروني يشهد لفريقه بالكفاءة والنزاهة والإستقامة والحرفية، بعد فضح جزء من ألاعيب عافها الزمان وصارت حديث الصغار والكبار.
