انطلقت التدريبات الميدانية العسكرية المشتركة، مساء أمس الأربعاء 9 يونيو الجاري، ميدان المناورات بمنطقة المحبس بالصحراء المغربية، إحدى أهم مراحل مناورات الأسد الافريقي (أفريكوم)2021، بحضور الجينرال المغربي دوكور دارمي بلخير الفاروق قائد المنطقة الجنوبية، والجينرال كريستوفر كافولي، القائد العام للجيش الأمريكي بأوروبا وأفريقيا.
وبحسب الإفادات التي تلقاها موقع “بلوس24” من عين المكان، فإن الأمر يتعلق الأمر بتمرين للإنزال الجوي للقوات المظلية وتمرينا للرماية الحية براجمات الصواريخ الأمريكية HIMARS التي تم نقلها جوا لمنطقة من أوروبا في إطار مناورة لنشر قوات استراتيجية بشكل مستعجل عبر الجو.
وقال الكونونيل هشام العمراني قائد العمليات العسكرية بمنطقة المحبس في تصريح صحفي مشترك، إنه “بالموازاة مع العمليات العسكرية التي يتم إجراؤها بأكادير، تداريب أخرى ميدانية عسكرية مشتركة تقام في منطقة “كراير بيهي” بقطاع المحبس بالصحراء المغربية”.
وأوضح قائد العمليات العسكرية أن “الأمر يتعلق بنشاطين اثنين. الأول للقوات المحمولة جوا، أي عمليات إنزال المظليين والثاني يتعلق بمناورات أخرى برية وجوية تستعمل فيها الدخيرة الحية”.
من جهته، قال الكولونيل بيري روبرت، قائد العمليات الميدانية من الجانب الأمريكي، في تصريح للصحافة، إن هذه التداريب التي تجرى في إطار “الأسد الافريقي”، والتي سيتم فيها إطلاق قذائف من راجمات صواريخ بعيدة المدى وإنزال عدد كبير من المظليين بعدد من الطائرات العسكرية، سترفع من جاهزية الجيوش المشاركة، معتبرا أن هذه التداريب هي فرصة للعمل مع شريك كبير هو المغرب، كما ستؤدي الى انسجام بين القوات المشاركة فيها.
وموازاة مع هذه التداريب الميدانية العسكرية المشتركة، سيتم إجراء دورات تكوينية لفائدة الضباط من الجانبين الأمريكي والمغربي، وتدريبات ميدانية أخرى في كيفية التعامل مع حالات الطوارئ والتدخلات السريعة، وفق توضيحات الكونونيل هشام العمراني.
وهذه أول مرة ينزل الجيش الأمريكي في الصحراء المغربية بعتاده العسكري للمشاركة في مناورات دأب على تنظيمها بمعية المغرب كل عام، إذ تشكل مشاركة الجيش الأمريكي ضمن مناورات “الأسد الإفريقي” في قلب الصحراء المغربية مكسبا حقيقيا للمملكة المغربية، بعد اعتراف الإدارة الأمريكية السابقة بالسيادة المغربية على الصحراء.
وتحاكي هذه المناورات تطبيقات عملياتية ميدانية عديدة بمشاركة 67 طائرة ومدربين بحريين، وذلك بتكلفة إجمالية تقدر بـ28 مليون دولار، بمشاركة ما يقارب سبعة آلاف عسكري من شمال إفريقيا ومناطق أخرى، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعد مناورات الأسد الأفريقي أكبر تمرين سنوي مشترك للقيادة الأمريكية في إفريقيا يستضيفه المغرب حتى يوم 18 يونيو الجاري، بكل من مناطق المحبس (آسا الزاك) وتيفنيت (اشتوكة أيت باها) وأكادير وطانطان وابن جرير والقنيطرة وغيرها في تمرين متعدد المجالات والمكونات والجنسيات بمشاركة نحو 7000 شخص من تسع دول وحلف شمال الأطلسي.