أثار اللقاء البروتوكولي الشكلي من دون فائدة الذي نظمته أكاديمية سوس ماسة حول باكلوريا 2021 ، يوم الخميس الماضي، الكثير من السخرية والغثيان بالنظر للارتجال الذي طغا عليه، واستقدام مجموعة من الأشخاص لا علاقة لهم على الاطلاق بمهنة الصحافة، بعضهم أساتذة تركوا عملهم وحضروا لمؤازرة “المتعاقد” وتلميع صورته المهزوزة، وحقيقة الواقع التربوي المتازم والصادم بالأرقام والمؤشرات يعرفه حتى من حضروا والتقطوا صورا، وهم المساهمين فيه بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقدم مدير سوس ماسة خلال اللقاء الانتقائي من دون توسيع دائرة دعوة الإعلاميين النزهاء. وهو ما نبه إليه الإعلامي المقتدر العارف بزمام ما يجري ويدور محمد بركا بأسلوب جميل في تدوينة له: شي مسؤولين عندنا في البلاد الله يهديهم عزيز عليهوم يتصوروا أمام مكروفونات المواقع الالكترونية أما المضمون الله جيب..؟؟
ولفهم مايحري ويدور لابد من اتيعاد حقيقة مفادها أن ميزانية البكالوريا بسوس تقارب 2 مليار سنتيم، اما النتائج والوضع فتلك أسلسات أسالت الكثير من المداد!
فقد بينت نتائج العام الماضي التي بلغت نسبة النجاح فيها54 في المائة، فيما نسبة تارودانت فيها تارودانت 47 في المائة فقط، اننا أمام طامة كبرى خصوصا غند العلم أن نسبة الحاصلين على شهادة الباكلوريا بدون تكرار فقط 24 في المائة (18 في المائة في تارودانت… الصدمة…؟؟).
الحقيقة الصادمة مرة أخرى، أن نسبة البالغين مستوى السنة ثانية باك بلغت نسبة 77 في المائة، وأن نسبة البالغين مستوى السنة ثانية باك بدون تكرار 39 في المائة. فلماذا لم يبادر لإثارة ذلك أو على الأقل شرح ذلك لمن استقدمهم في اللهوة السخفية؟!
ينضاف لذلك أن عدد السنوات لكل حاصل على شهادة نهاية التعليم الثانوي 4.7 لكل تلميذ، وهو وضع يسائل واقع المنظومة…!كما أن معدل السنوات لكل حاصل على شهادة الباكلوريا 3.7 (أما تارودانت 3.8 في تارودانت).
وبقرائة بسيطة للارقام نفهم أن 88% من نسبة الانتقال إلى التأهيلي (أما تارودانت 84 في المائة)!والصدمة الأكبر كم يصل من التلاميذ إلى الثانوي؟! وكل من يصل من التلاميذ نسبة نجاحهم وانتقالهم ومردوديتهم ضعيفة؟؟ وماذا نتوقع من نتائج في ظل هذه النسب والأرقام والسياقات المقلقة المحزنة، التي سترخي لا محال بثقلها وظلالها على هذا الاستحقاق الوطني الذي يؤرق مضاجع أسر سوس المكلومة على ما تكبدته من معاناة تحمل مصاريف أبناءها، لكي تحصد نتائج تنسيها ما حل بسوس ماسة من الجوائج النتنة التي سيلفظها الزمان لا محالة.
وقد فصح الاعلام المستنير ما عاشته بعض المراكز في أولى أيام الامتحان الجهوي للباكلوريا بسبب غياب المعقمات وأدوات التعقيم رغم أن الوزير امزازي شدد على ذلك في تعليماته وتوجيهاته..! والحقيقة مايزال المتابعون يتساءلون لماذا غاب مدير سوس ماسة عن اجتماع الباكلوريا يوم تسلم المواضيع، وهو الحريص على الظهور دائما، فيما يسميه المتتبعون باقتناص الفرص؟!وهل غاب ام غيب أم تغيب؟! ولعل في ذلك اشارات عديدة يفهمها اللبيب، بعدما فهم اخرون حقيقة الوضع وتركوا مداومة الباكلوريا في رسالة تحمل دلالات كبرى رغم حجم التعويضات المليونية (الناس عاقت وفهمات بانهما تحترق وتستنزف وماكاين مع من! ) واستعين بآخرين لا تجربة لهم، أو قد يكون لهم مقصد قد يحمل المفاجآت في قادم الأيام.
ويعود السؤال مجددا في خضم نا شهدته سوس من احداث متسارعة، مترددا بقوة على ألسن المسؤولين والمتتبعين والخبراء: لماذا تحاشت الوزارة تكليف مدير سوس مسة للظهور في قنوات القطب العمومي وتمثيلها في امتحانات الباكلوريا، مقابل ظهور مديري اكاديميات اخري، بل مديرين اقليميين للحديث عن الموضوع؟! فيما شرح آخرون بسؤالهم:لماذا يحاول المتعاقد ان يعاكس الوضع ويعقد لهوة سخفية يجمع فيها”فاشلين” ليلمع صورته المهزوزة ولم يبرر فيها تدني نتائج 2020؟! ولماذا يسارع مرة أخرى ليناقش موضوع النموذج التنموي في إذاعة أكادير الجهوية ولم يستمع اليه حتى مقربوه ولم يقدم على نشر ما فاه به على صفحة الاكاديمية التي تثير الغثيان والاشمىزاز من ضحالة لغة ما يدبج بها من عبارات لا تعكس ان القطاع فعلا قطاع تربية وتكوين، فلا لغة ولا صور ولا فيدوهات، ولا نقل مباشر (كما حدث في المسابقة الوطنية للغات التي نعتها المتتبعون وبالأضحوكة..).. اللهم ما يجتر مما تنشره الوزارة..!
وفي سياق متصل فقد سجلت انزلاقات أكثر خطورة تنضاف لما سبق تسجيله من أخطاء قاتلة، قد تعصف بمصداقية الاستحقاق الوطني، وفي القمة دائما مديرية تيزنيت، التي تجمع من التناقضات الكثير، فعلى الرغم من الكفاءة العالية لمديرها الإقليمي ولإيقاعات اشتغاله، للدرجة التي أصبح فيها يفعل كل شيء(المساعدة في تدبير المصالح التائهة، كتابة مراسلات لرؤساء مصالحه وتكوينهم في ابجديات التراسل الإداري وتَجوهيهم، المساعدة في حمل الطرود والطاولات، كتابة تقارير العمليات والاجتماعات، إعداد الشاي وصبه وتوزيعه لمرؤويسه وخدمتهم، …) لينتشل المديرية مما هي فيه من سوء تدبير قد يعصف بها(اليد الواحدة لا تصفق)، تجد بعضا من مرؤوسيه لا يدخرون جهدا في المجازفة بمصير المنظومة، وانتحارهم إداريا كما يفعل رئيس المركز الإقليمي للإمتحانات.
سُجّل هذا الوضع الخطير على بعد أمتار معدودة من مقر المديرية الإقليمية بتيزنيت، حيث تفاجأ الأساتذة المكلفون بالحراسة بثانوية الحسن الثاني التأهيلية بفوضى عارمة شملت اغلب قاعات الإمتحان، وتمتلت هذه المرة في تسريب أرقام امتحان اقطاب أخرى لم يحن بعد تاريخ امتحانها، حيث تفاجأ السادة الأساتذة-جنود الخفاء- بتواجد رقمين أو ثلاثة ارقام امتحان مصحوبة باسماد المترسحين(ومكتوبة بألران مختلفة: الابيض والوردي، الأزرق) على كل طاولة، وهو ما أثار ذعرهم، وتسبب في تيه المترشحين، وفسره بعض أساتذة الحراسة عبقرية/تخلف رئيس مركز الإمتحان الذي سرب بفعلته تلك أرقام امتحانات اقطاب أخرى بعد علم زملائهم بمكان اجتيازهم للإمتحان ومن معهم بالقاعة ومن بجوارهم، ولم يتبقى لهم سوى معرفة من سيحرسهم، مما سيتسبب لا محالة في تعقد أمور هذا المركز الذي بين هذا الاستحقاق ضعف وجهل وتدني مستوى المسؤول عنه، بعدما سرب بفعلته تلك ارقام امتحان المترشحين، ويصعب التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك.
وفي مركز ثانوية جمال الدين الأفغاني بأگادير، فقد عانى المترشحون الأمرين فلا تعقيم وصل في اليوم الاول، ولا طاولات تسمح بتوفير ظروف جيدة للاستحقاق الوطني، وحتي المركز الامتحان لا يناسب المترشحين بسبب بعده عن مركز المدينة، في سابقة من نوعها “ابعاد” المركز عن المدينة ودفع المترشحين للغياب قسرا والاساتذة للتنقل عنوة، مما رفع من الغياب عن المواد الممتحنة، عمقه عدم التقيد بتوفير تمويل للتعقيم. أما اللافتة في واجهة مركز الامتحان صارت موضوع سخرية المتتبعون.
وبمديرية طاطا التي يمر فيها الممتَحنون والأساتذة المراقبون بعملية تعديب وقهر، أبطالها الظروف السيئة لاجتياز الإمتحان والحرارة المفرطة، اثار انتباه فاعل النقابي نزيه، تصرفات مدير مدرسة ابتدائية يجتاز بها الأحرار(مسلك العلوم الإنسانية) الامتحان، كما عبر دات المصدر عن استغرابه لما أقدم عليه أغلب رؤساء مراكز الإمتحان بوضعهم اعلانات ولافتات للتحسيس بضرورة منع الغش في غير أماكنها، وتصرفات جلهم التي تغلب عليها الغلظة وتفتقر لما يستوجب أن يتحلي به المسؤول الإداري، ومذهبهم في ذلك منطق تدبير الضيعة لا منطق تدبير المرفق العمومي، وذلك من خلال ما سجلته الأطر التربوية الجادة والمسؤولة، وأضاف دات المصدر قائلا:إن من تم تكليفهم بالحراسة من أساتذة التعليم الإبتدائي يتوجب تعويضهم عن التنقل وتعويض بقية الاطر المكلفة بالمراقبة والتصحيح إسوة بالمسؤولين الإقليميين ومدير الأكاديمية الذين يتنعم بالتعويضات السمينة وهو جالس بمكتبه الفسيح والمكيف بعيدا عما تواجهه الاطر التربوية المتمترسة في الصفوف الأمامية، مع ما يحيط بها من مخاطر طيلة تدبير أغلب عمليات تدبير الاستحقاق الوطني.
فأين ما تطالب الوزارة بتنفيذه؟! واين لجن تفقد المراكز قبل انطلاق الامتحان؟! ولماذا تأخرت مواعيد التحضير واللقاءات التحضيرية الجهوية والاقليمية مع رؤساء المراكز ومراقبي جودة الإجراء؟ ام ان المتعاقد مشغول باستكمال بناء عمارة المليار وصفقات المطعمة في عز كورونا، حيث لا مراقبة للصفقات التي اوكلت للامر بالصرف.