بمجرد حلول فصل الصيف، يجثم شبح العطش على نفوس عدد من أقاليم المملكة الجنوبية، جراء الانقطاعات المتكررة للماء. فبمنطقة تفراوت التابعة لاقليم تزنيت، دائما ما تعاني هذه المدينة التي يتحدر منها عدد من أغنياء المغرب من أزمة العطش، و انقطاعات الماء حتى في عز المهرجانات التي تنظم بالمنطقة و التي تستقبل على اثرها الاف الزوار.
ورغم أن مناشدة جمعيات المجتمع المدني المستمرة، للمسؤولين، فإن ذلك لا يكن دافعا لهم، للترافع حول هذه القضية، لتصبح الساكنة رهينة العطش وقلة الماء، عن طريق تناوب استغلال الماء لساعات في الاسبوع، و تحمل حرارة الشمس الحارقة بحثا عن لترات من منابع المياه البعيدة.
في اقليم تنغير بالجنوب الشرقي، يزداد الامر حدة في كل صيف، في عدد من الدواوير المعزولة، التي لا تصلها برامج التنمية، و لا يعيرها المنتخبون أي اهمية، غير خزان انتخابي مناسباتي. تضطر العديد من العائلات باقليم تنغير الى ارسال ابنائها لجلب المياه من مناطق بعيدة، مشيا على الاقدام او عن طريق الاستعانة بالدواب.
و قد ناشدت الجمعيات ايضا وزارة الداخلية بالتدخل العاجل، بعدما لم يجدوا اذانا صاغية لدى المسؤولين المحليين و المنتخبين. كما شهدت الاعوام الماضية مسيرات احتجاجية للساكنة .إن أزمة العطش التي تحدث اليوم في عدد من الأقاليم، لا ترتبط فقط بالتساقطات المطرية، والجفاف، بل أيضا بغياب رؤى استراتيجية لتدبير الماء في البرامج التنموية.