أظهرت المعطيات الإحصائية أن نسبة نجاح تلاميذ أكاديمية سوس ماسة في دورة 2020 لم تتجاوز 54 في المائة، وأن تارودانت تمثل أدنى الأرقام والمؤشرات بنسبة 47 في المائة.
وتكشف الأرقام الرسمية لأكاديمية سوس ماسة أن نسبة البالغين مستوى السنة الثانية باكلوريا بدون تكرار لا تتعدى 39 في المائة، أي أن 61 في المائة من التلاميذ يصلون إلى الباكلوريا بتكرار، ويكون الرقم صادما أكثر حينما تبين إحصائيات أكاديمية سوس مسة أن 24 في المائة من التلاميذ في سوس ماسة يحصلون على الباكلوريا بدون تكرار.
وتتعمق الأزمة أكثر، حينما تُظهر الأرقام الرسمية لأكاديمية سوس ماسة أن نسبة الانتقال إلى التعليم الثانوي لتأهيلي تصل إلى 88 في المائة، فيما النسبة الباقية (22 في المائة) تتيه داخل منظومة سوس ماسة بسبب غياب رؤية واضحة وخطة مضبوطة ومخطط متعدد السنوات، وتتبع منتظم.
فيبقى السؤال المؤرق أين حس المسؤولية؟! وأين ومتى ستتم المحاسبة؟ وهل من عاقل يسائل مسؤولا بسوس ماسة لما يحدث لأبناء هذه الجهة العزيزة التي تضحي بأجيال وآلاف التلاميذ، وتذهب مجهودات آلاف الأساتذة سدى ومعها آلاف الأسر تصاب بالإحباط .
ونظرا لغياب أي خطة جهوية واضحة وخطط إقليمية لمواجهة “صدمة” بالكلوريا 2020، مقارنة مع ما فعلته أكاديميات مجاورة، ومنها مراكش آسفي، وكلميم واد نون، فإنه لم تستطع أكاديمية سوس ماسة إجراء أي تقييم لباكلوريا 2020، وهو ما سيجعل مستقبل باكلوريا 2021 أمام العديد من التساؤلات الحارقة والملتهبة والصادمة، بعد أن عقد اجتماع يتيم الأسبوع الماضي، على بعد أقل من أيام على انطلاق الاعتكاف الذي سبقتنا إليه أكاديميات أخرى وجهزت أطقمها وصفقاتها وفضاءاتها وخطتها حتى يمر التحضير للباكلوريا في ظروف أحسن ويتدارك ما يمكن تداركه في وقته بخطط واضحة، بدل الارتجال والعبث.
وهذا يؤكد، مرة أخرى، أن التحضير لباكلوريا 2021 كان مفروضا بدل أن يكون مخططا ومدروسا وبرؤية واضحة وأهداف محددة، كما هو الشأن لباقي الأكاديميات التي عقدت اجتماعات لتقييم دورة 2020، آخرها أكاديمية فاس مكناس التي عقدت اجتماعا في الموضوع في يناير 2021.
أين التخطيط؟أين البرمجة؟ أين الاسقاطات؟ أين المخطط المتعدد السنوات؟ أين الخريطة الاستشرافية؟ أين التوقعات؟ أين حسن تدبير الموارد والمتوفر منها (المادية والمالية على الخصوص)؟أين…أين؟؟أين..؟.
أليس فيروس كوفيد هو من ستر فضيحة الأقسام المكتظة خلال هذا الموسم بشهادة الفاعلين داخل القطاع في سوس ماسة التي تضرب الأطناب في مؤشرات الاكتظاظ وبشكل غير مسبوق؟ كيف سيكون الدخول المدرسي المقبل لو كانت التعلمات حضورية بأقسام كاملة بدل التناوب الذي لا يحترم الحد الأدني المنصوص عليه في المذكرات؟.
وكيف ستكون النتائج الدراسية؟ وكيف سيكون إنجاز التعلمات؟ وكيف سيكون تنفيذ المقررات الدراسية؟ وكيف سيكون الاستيعاب؟.
فلا ينبغي أن نكذب على الرأي العام، ونموهه في تصريحات تزلفية لحفنة مقربين، لا يمارسون عملهم الوظيفي فبالأحرى الصحفي، ويتم تمرير ترهات ومغالطات بأنه تم تم بالاستعانة بخبراء وأن تنفيذ المقرر يسير بشكل جيد، وأن التأخر لا يتعدى 15 يوما، وتأتي الأطر المرجعية للوزارة لتزكي حقيقة ما يحصل في المؤسسات التعليمية وتكذب تصريحات الليل التي يمحوها النهار في واقع أليم سوس ماسة، الذي يعرف حقيقته الأساتذة والمفتشون، ويكتوي بناره آلاف الأسر في سوس ماسة؟ وهم يبتهلون المولى جلت قدرته بالليل والنهار أن يرفع عنهم جوائح الإنس، حتى أن أحدهم صار يستعين بالجان لقضاء مآربه!
مرة أخرى يغيب الدعم النفسي والتربوي والبيداغوجي الموازي للتلاميذ كما فعلت أكاديميات أخرى؟ أما التخطيط والدعم التربوي والبيداغوجي والنفسي فحدث ولا حرج. كذلك أين تدارك أخطاء العام الماضي في الباكلوريا والتدخل الصفي لمعالجتها عبر خطط تنطلق من المؤسسات التعليمية وأخرى إقليمية وأخرى جهوية مواكبة؟!
الإحصائيات الرسمية لأكاديمية سوس ماسة التي لا تكذب وتعكس الواقع المرير الصادم المؤلم، عله يحرك في المسؤولين غيرتهم إن كان ما تبقى فيها مكنون، وهي أيضا إحصائيات لا يقدمها مدير سوس ماسة في الاجتماعات الرسمية أمام مجل الجهة، وأمام الوزير، وأمام الوالي، وفي اللقاءات والمناسبات.
ويكفي فقط أن نعطي مثالا واحدا، من إحصائيات أكاديمية سوس ماسة، التي تؤكد أن 25 في المائة من الأقسام الدراسية التي يتجاوز عدد تلاميذها 41 تلميذا في القسم الواحد في التعليم الثانوي لوحده بمديرية إنزكان أيت ملول.. رقم غني عن كل تعليق. فماذا يحدث في مديريات أخرى. والأرقام صادمة أكثر بالمئات (تتجاو200 قسم في بعض المديريات) فيما يتعلق بأقسام دراسية تتراوح بين 37 و 40 تلميذا؟! الصدمة ..الألم.. الحقيقة المرة التي يريد مدير أكاديمية سوس مسة أن يظهرها للعلن بشكل مزين لأنها تكشف حقيقة كل شيء وجواهر ما تحت الألم، وحقيقة واقع الحكامة والتدبير…؟؟.
وتبقى الكثير من الأسئلة والإشكاليات بدون أسئلة من قبيل أين الجودة؟ أين التناوب اللغوي؟ أين المردودية؟ أين ظروف التعلم؟أين ذلك كله من مشاريع القانون الاطار؟ أين توسيع العرض التربوي؟ أين الخريطة المدرسية؟ أين التخطيط؟ أين التدبير التربوي؟ أين البنية التربوية للمؤسسات التعليمية؟ أين..أين…
هل في هذه الظروف ستتحقق النتائج في الباكلوريا، وهل ستتكرر صدمة 2020 لأسر ما زالت لم تندمل بعد، وهم يدعون لما ألم بهم وبأبناءهم ليلا ونهارا أن يأخذ الحق والمستحق؟ فكيف سيجتازون الباكلوريا والمقررات لم تستمكل وتعطلت ولم يسمح بإنجاز الدعم والمواكبة التربوية التي تغيب خططها الورقية، أما في الواقع فشيء آخر؟
حبل الكذب قصير، ففي وثائق المجلس الإداري برنامج عمل 2021 ستحتل سوس ماسة الرتب الثلاثة الأولى، وهذا سيكون معجزة كبيرة جدا لن تتحقق في هذه الظروف التي يجتاز فيها تلامذة سوس مسة. غير أن ما نتمناه هو أن يحصل التلاميذ على نتائج متميزة ويجدوا ويحققوا ما عجز مسؤولون، الهو انفسهم بأشياء جانبية وضاعت أولوياتهم، علهم يجبرون فرحتنا، ويقضون على انتكاسة يزداد ألمها يوما بعد يوم في سوس مسة، بشهادة أهل الدار والزوار؟!
وفي سياق متصل كيف أن الأساتذة المصححين آخر من يتلقون التعويضات، بينما موظفون في الأكاديمية أول من يستفيدون من تعويضات الملايين..فما سبب هذه المقاربة؟ وأين الحكامة؟ هل بهذا الشكل سنخلق أجواء الباكلوريا ونحفز الأساتذة بهذه المفارقة الفجة لتصلهم دريهمات معدودة متأخرة، وأحيانا قد لا يتوصلون به.
ليبقى سؤال الأسر والمتتبعين هل حرمان تلاميذ سوس مسة من خطط الدعم والمواكبة على غرار أكاديميات أخرى قرار صائب؟ ومن سيتحمل مسؤولية تبعاته؟ ومن سيحاسب؟ وماذا ننتظر من نتائج؟!