وسط الجدل القائم حول ما تقوم به جمعية “جود” وعلاقة العمل الإحساني بالفاعل السياسي، خرج حزب التجمع الوطني للأحرار بانتقادات شديدة اللهجة للأحزاب التي انتقدت عمل الجمعية، متهما إياها بـ”الركوب على قضايا من قبيل الإحسان لربح تعاطف كاذب أو لشيطنة طرف سياسي دون غيره”.
وقال الحزب في بلاغ لمكتبه السياسي، إنه علم “بما أثير حول العمل الإحساني الذي تقوم به جمعيات المجتمع المدني لاسيما خلال الشهر الفضيل”، متهما “أطرافا سياسية” بالقيام بـ”محاولة بئيسة للضرب في قيم الإحسان الأصيلة التي جبل عليها المغاربة، ودأبوا على ممارستها كل حسب موقعه وإمكانياته”.
وعبر الحزب عن استغرابه، لتوقيت هذا النقاش حول العمل الإحساني، معتبرا أن “هذه الظرفية بينت حاجة المواطنين لمزيد من التضامن والتآزر”، معتبرا أن “هذه الهفوات” لها تأثير سلبي على أسس العمل الإحساني وعلى قيم ومبادئ المغاربة المبنية على التعاون والتضامن.
وفي هذا السياق أكد المكتب السياسي أن التجمع الوطني للأحرار “لا يمكن أن يسمح لأي كان، أن يمارس الابتزاز والإرهاب الفكري أو أن يقدم له الدروس، لأن تاريخه السياسي الناصع البياض لم يسجل قط أن سخر فيه الجانب الجمعوي، أو جمع بينه وبين الجانب السياسي، لخدمة أجندات سياسوية”.
ووجه الحزب حديثه خاصة لمن وصفهم بأنهم “ألفوا على استعمال المال العام في حملات للتسويق لحزبهم أو لتلميع صورته”، واصفا انتقاداتهم بأنها”الدنيئة التي لم تعد تنطلي على أحد”.
وخلص الحزب إلى أن ما يقع هو أن “محاولة الركوب على قضايا من قبيل الإحسان لربح تعاطف كاذب أو لشيطنة طرف سياسي دون غيره؛ لا تعدو أن تكون صيحة في واد”، معتبرا أن الوطن اليوم يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أفكار وبرامج سياسية طموحة، تساير الأوراش الملكية الكبرى، كورش الحماية الاجتماعية لتعزيز التمكين الاجتماعي للمواطنين، عوض البحث عن مبررات واهية لتبرير الفشل في القيام بواجب الاقتراح والترافع.
يشار إلى أن أحزابا من أغلبية ومعارضة، توحدت آراؤها حول رفض العمل الذي تقوم به جمعية جود القريبة من حزب التجمع الوطني للأحرار، متهمينها باستغلال العمل الإحساني لاستمالة المواطنين وخدمة الحزب. كذلك، انتقدت فرق في البرلمان الإثنين الفائت، العمل الإحساني المرتبط بالسياسة.