فجرت صور تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري وجبة سحور تلاميذ داخلية في تالوين بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتارودانت سخط المتابعين واستغراب الفاعلين داخل القطاع، رغم رفع قيمة المنحة إلى 24 درهما، فلا أثر لها في الواقع.
وبحسب تعليقات نشرت على صور صادمة، فإن قيمة السعيرات الحرارية والقيمة الغذائية ومكوناتها الموجهة لفائدة منحة التلميذ اليومية التي ارتفعت من 14 درهما إلى 24 درهما لا تعكس ما يجب أن تكون عليه الوجبة المقدمة لمجموعة تلاميذ في وجبة سحور ، مما يطرح تساؤلات كثيرة وحارقة حول هذا الملف النتن “تغذية تلاميذ الداخليات بسوس مسة وما يعرفه من اختلالات”.
وأسرت مصادر تحدثت للموقع، أن غياب المراقبة وضعفها أحيانا في تتبع الصفقة الإطار التي تجري بمديرية تارودانت في عدد من الداخليات لا يتم استهلاكها كلها رغم توفر الاعتمادات، بسبب العطل وانسحاب التلاميذ نهاية الأسبوع للالتحاق بأسرهم، وكون غالبية شهر يونيو لا يتم فيه تغذية جميع التلاميذ كونه شهر الامتحانات، مما يوفر ملايين الدراهم في كل مؤسسة تعليمية قد يتراوح ما بين 40 إلى 80 مليون سنتيم.
وإذا كانت قيمة المنحة رغم الزيادة فيها بما يقارب الضعف بعد خطاب جلالة الملك بتحسين ظروف الإطعام المدرسي والداخليات، فإن بعض المسؤولين ما يزال صدى الإصلاح لم يصل إلى آذانهم ولم يستوعبوه بعد، إما لغياب آليات الرقابة والحكامة، أو لكون الأطراف المتدخلة من المؤسسة التعليمية إلى المديرية الإقليمية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس مسة تساهم في الإبقاء على وضع غير صحي وغير صحيح، لا يعكس الجودة المتوخاة في التغذية رغم ارتفاع المبالغ المالية المخصصة لها في ميزانية التسيير التي يصادق عليها المجلس الإداري ويصدم أعضاؤها بمثل هاته الوجبات، يعلق مصدر الموقع.
وفي الوقت الذي يتغنى فيه مدير أكاديمية سوس ماسة بأنه يسعى إلى تجويد “الاطعام والتغذية” بصفقات “التريتورات”، تظهر بين الفينة والأخرى مثل هاته الفواجع في الداخليات التي يعمق جراحها هذا الوضع الذي ينضاف إلى وضع آخر يتعلق بالبنيات التحتية للداخليات التي ة المترهل والمتهالك وال مقزز في 46 داخلية من أصل 68، بحسب إحصائيات مدير أكاديميتها نشرها في وثائق المجلس الإداري. وهو اعتراف خطير يحتاج للمساءلة والمحاسبة تجسيدا لربط المسؤولية بهما.
وجدير بالذكر أن تظلمات الأسر وشكاياتهم الكثيرة لم تجد لها آذانا صاغية في العديد من المناسبات، وقد اسرت مصادر للموقع ان العديد من الأسر اشتكت من هذا الوضع المزري بداخليات تترودانت عبر البوابة الوطنية للشكايات، بعدما اغلقت الأبواب في وجوههم بالمديرية الإقليمية، ولم يتم التجاوب مع شكاياتهم نظرا لتشعب العلاقات المعقدة مابين المؤسسات والمديرية الإقليمية والمسؤولين بالأكاديمية اعتبارا للمسالح المتسابكة حسب ما تروج له العديد من المصادر، يوضح مصدر للموقع.
فهل يحاسب المجلس الأعلى للحسابات والمفتشية العامة للشؤون الإدارية والمالية مدير أكاديمية سوس مسة ومعه مديره الإقليمي بتارودانت ورئيس مصلحة الشؤون الإدارية والمالية على ما يحصل، أم سيتم رمي الحبل على الغارم، ويصير الصغار ضحية “الكبار”، لأن ترتيب الأوليات فقد، والبوصلة ضاعت، وأولويات التلاميذ تاهت، يشرح متحدثو الموقع.
وهل بهذه السلوكات سنثق في شعارات الإصلاح ومدرسة الإنصاف والجودة وتكافؤ الفرص، وحق التلميذ في تغذية لم تصله كما يجب قانونا وشرعا، وفي شهر رمضان المبارك؟! وإلى أين تصير أموال اليتامى المغتصبة ظلما؟ يتساءل مصدر الموقع.