لماذا يتعمد مدير أكاديمية سوس ماسة الإساءة لهيئة المفتشين التربويين؟!

بلوس248 أبريل 2021آخر تحديث : منذ 4 سنوات
بلوس24
متفرقات
لماذا يتعمد مدير أكاديمية سوس ماسة الإساءة لهيئة المفتشين التربويين؟!

أثار تصريح مدير أكاديمية سوس ماسة لموقع2M حول السيناريوهات الممكنة للامتحانات الاشهادية ضجة في الأوساط التربوية، خصوصا ان هذا الموسم الدراسي عرف الكثير من العشوائية والتخبط، بداية بالدخول المدرسي الكارثي، مرورا بباقي المحطات الفاشلة، من إعداد للمجلس الإداري الذي كاد ان ينفجر جراء غضب الشركاء وأعضاء اللجان التي تم القفز على اختصاصاتها وحرمانها من الوثائق الضرورية لإعداد الميزانية، مرورا بالندوة التفاوضية للمصادقة علي الميزانية، حيث انفضح امر المشاريع الثمانية عشر لأجرأة مقتضيات القانون الإطار، النشوبة بالكثير من العيوب والاختلالات، وهو ما أرخى بضلاله على لقاء التنسيق الجهوي الذي انكشف فيه هشاسة البنية الإدارية للأكاديمية وعكسه العرض الباهث لمدير الأكاديمية ( الذي لم يفلح حتى في تقديمه من كثرة تلعثمه، وما بالك تنزيله وإنجاحه على أرض الواقع) في حضرة الوزير أمزازي والكاتب العام للوزارة يوسف بلقاسمي ووالي جهة سوس ماسة ورئيس الجهة.

واستغرب المختصون تنصيب مدير الأكاديمية بسوس نفسه ناطقا محاميا وناطقا رسميا باسم الوزارة، وخوصه في أمور يعود فيها الإختصاص لمسؤولي باب الرواح وكوادرها، من قبيل الخوض في مواضيع اكبر منه، كمشكل الأساتذة الذين فرص عليهم التعاقد، ومهاجمتهم بشكل صريح واتهمهم بالإفراط في استعمال الاضراب في ظل ما أسماه غياب الشروط الموضوعية، وهو ما أجج غضب الأساتذة الذين فرص عليهم التعاقد الذين رأوا في خرحة مدير الأكاديمية الذي همشته الدوائر المركزية بعد فشله الذريع في كل شيء، تطاول علي الأطر التي فرض غليها التعاقد وخوض في) أمور أكبر منه بكثير خصوصا انه تقاعد وانتهى مدة التمديد التي حصل عليها، مما افقد تصريحه المصداقية.

وما زاد الطين بلة، هو تعقيب لمدير الأكاديمية حول السيناريوهات المطروحة أمام محطة الامتحانات الإشهادية في سياق ما تشهده المنظومة من احتقان، خصوصا ان اطر الإدارة التربوية بالأسلاك الثلاث قاطعوا جميع العمليات بدءا بالبريد وجميع العمليات المرتبطة بمسار…حيث عقب ندير الأكاديمية مدعيا حسب قوله:”خلال استشارتي مع المفتشين، فقد طمأنوني بأن المقررات تقدم وتسير بوثيرة جد إيجابية…” وهو ما أثار غصب واستياء السادة المفتشين التربويين بالجهة بالقدر الذي أغضب باقي اطر التفتيش بباقي الجهات، خصوصا انه ذكر المفتشين بدون”سادة” وهو تعبير يفتقد للاحترام الواجب لهيئة التفتيش التربوي، اعتبارا لدورها كفاعل أساسي وحلقة مركزية، وصمام الأمان الضامن لتجديد وتطوير الوظائف الأساسية للمدرسة المغربية وتفعيل اي إصلاح للمنظومة التربوية.

وفي هذا السياق، فقد اثار العديد من اطر وكوادر التفتيش بجهة سوس ماسة، ما كرسه “المسؤول الجهوي الأول” الذي انقطع تواصله بهيئة المفتشين مند انعقاد أشغال المجلس الجهوي للتفتيش في بداية الموسم الدراسي، وهو بالمناسبة أكبر هيئة لجهاز التفتيش بجهة سوس ماسة، حيث تعمد المسؤول الجهوي الأول وعلي عكس ما يتم خلال كل سنة، وما يتم بباقي الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بالمملكة، بسبب تغيب المسؤول الجهوي الأول عن الاجتماع، وتفادى الحضور مع العلم ان برنامجه خال من أي التزام من قبيل السفر خارج الجهة علي سبيل المثال، كما اكدت مصادر عليمة انه لم يكن حينها مرتبطا او ملتزما بأية مهمة خارج مدينة أكادير، مع العلم أن اجتماع مجلس التنسيق الجهوي، كان مبرمجا مسبقا وقبل موعد انعقاده بما يزيد عن 10 أيام، يوضح مفتشون حضروا الاجتماع الذي غاب عنه مدير الأكاديمية لأسباب لا يعلمها إلا القليل.

وجدير بالذكر ان اجتماع المجلس الجهوي للتفتيش تمت فيه مناقشة تقييم الدخول المدرسي الفاشل في غياب مدير أگاديمية سوس إداريا وتربويا، مع العلم أن المتعاقد اطلع على التقارير والعروض التي توصل بها قبل الاجتماع بما يزيد من عشرة أيام، إلا أنه تعمد الغياب بشكل غير مبرر وغير معقول، وهو ما فهمه السادة المفتشون، الذين احسوا بالغبن، وبتجاهل قضاياهم، بل بعدم احترام هيئتهم وتحقير عملها و التمادي في تبخيسه، وهو ما فسره المختصون بإهمال هذا الجهاز وتعند إقصائه وحرمانه من الوسائل اللوجيستيكية الضرورية لإنجاح مهماته، رغم أن منسق المجلس وزملائه تجشموا الصعاب وتحمل كل الاعباء، وبذلوا كل طاقاتهم، والكثير من الجهود لإنجاح المحطة الأولى للتفتيش خلال الموسم الدراسي 2021/2020، التي عقدت يوم الثلاثاء 10 نونبر 2020، وهي رسالة واضحة فهمها المجلس حينها، خصوصا بعدما دفع بعقد المجلس في المركز الجهوي للتكوين المستمر، في سابقة من نوعها، في الوقت الذي كان يعقد في مقر الأكاديمية. وما صدم هيئة التفتيش حينها، هو مكوث مدير الأكاديمية المكلوم بمكتبه بالطابق العلوي طيلة مدة اجتماع مجلسهم.

وتأكد هذا الطرح بشكل قاطع، بعدما تشكلت لجنة من المجلس للاستيضاح حول قضايا آنية ومستعجلة تهم الهيئة، فكان الرد الذي ووجهت به اللجنة قاسيا وحديثا تداولته العامة والخاصة، وصفعة لمن قدموا الكثير من التضحيات في نكران تام لذواتهم وحقوقهم، واعتبرته الهيئة تجاوزا وقلة احترام سيكون لها ما بعدها.

ولم تنتهي المهازل بأكاديمية سوس ماسة عند هذا الحد، فقد تكرر السيناريو مرة اخرى مع مجلس التنسيق الجهوي بشكل دراماتيكي، حيث فوجئ السادة المفتشون من جديد بغياب مدير أكاديميتهم عن اجتماع آخر يوم الاثنين 16نونبر 2020، والذي خصص لاستقبال الطلبة المفتشين المتدربين، حيث تعمد المسؤول الجهوي ابعادهم ورميهم في قاعات المركز الجهوي للتكوين المستمر وإشغالهم بعروض وكلمات، وهو ما أثار غضب اطر التفتيش الذين احسوا باستهدافهم، واستصغارهم والتقليل من احترامهم وتقديرهم، على عكس باقي الأكاديميات التي استقبلوا فيها بحفاوة واحترام، خاصة وأن زملائهم في أكاديميات أخرى استقبلوا بحفاوة من قبل مدراء الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين المستقبلة.

وعلقت مصادر متخ وخبراء في الشان التعليمي بسؤال يفند جميع ادعاءات ومزاعم مدير الأكاديمية الذي تكلم باسم الوزارة في شأن الخطوات التي ستتخدها الوزارة وادعائه التقدم في انجاز المقررات وان تقديمها يتم عادي وبوثيرة جد ايجابية، بالقول”متي اجتمع مدير الأكاديمية بالمفتشين التربويين؟! مضيفة أن ملتقيات هيئة التفتيش المنصوص عليها في مقرر تنظيم السنة الدراسية معطلة ولم تنعقد المجالس الإقليمية للتنسيق، متسائلة.:”إذن كيف ومتى استشار مدير الأكاديمية مع المفتشين التربويين؟! “. وهو ما فسرته جهات أخرى بالكذب واستعمال هيئة المفتشين التربويين كلما أراد إضفاء المصداقية على فعل ما، وهو ما أزعج المفتشين التربويين الذين اعتبروا الكذب باسم هيئتهم أمر غير مقبول وأسلوب لا يليق بمن يدبر الأكاديمية وإساءة لهيئتهم وتجاوز للخطوط الحمراء.

ولعل البيان الأخير لنقابة مفتشي التعليم بجهة سوس ماسة تزامنا مع بيانات النقابات الست الأكثر تمثيلية صفعة قوية عرت واقعا كان يتم ترميمه وترقيعه ومكيجته منذ مدة، وذلك يتم عبر تجييش عدد من الأشخاص لتلميع الصورة البشعة للتدبير الإداري لمدير الأكاديمية، سرعان من تعرى وانكشف للجميع الذي ينتظر الفرج ورفع الغم عن جهة سوس مسة.

ومن بين مظاهر ذلك، تواري عدد من المفتشين وتعففهم، وتهربهم من تحمل المسؤولية، إما بطلب الاعفاء من المهام كما فعل الإطار الرفيع المشهود له بالكفاءة والنزاهة ونقاء السريرة ونظافة اليد – مفتش تربوي- رئيس مصلحة الشؤون التربوية بطاطا الذي أعياه العفن الإداري بلا اعتراف بما يقوم به وما يقدمه من تضحيات ليس أقلها المساهمة الكبيرة في بلورة العديد من المشاريع وإنجاحها، وسط محيط رث لم يجد فيه مع من يشتغل بسبب تشنج العلاقات (أكاديمية/مديرية ومديرية ومدير سابق..)، مع كثرة الأعباء ولا من ينصف، حتى صار الكل يبحث عن تلميع الواجهة ورمي جمرة الفشل للآخر عبر مراسلات لا تنتهي، مما أفقد الإدارة روح وصميم عملها ولب ما تسعى إليه ألا وهو التلميذ تربية وتعليما. وهو المفقود في صلب اهتمامات تدبير الشأن التعليمي بسوس ماسة.

ويعمق الجراح أكثر ويزكي صورة الواقع المرير، تسارع عدد من المفتشين لمغادرة بنيات الأكاديمية ومديرياتها إما بالترشح لمناصب خارج الجهة أو الترشح لمسؤوليات لا تلاقيهم من المدير الحالي(مدير إقليمي/ رئيس مصلحة/ تنسيق التفتيش، إلحاق..) ومنهم من عبأ التقاعد النسبي، حتى يرتاحوا منه ومن سماع خطابات هشة في اجتماعات لا يجدون صداها في الواقع. ولعل مطالب الهيئة ما تزال مطروحة على مكتب المدير ولم يجب عنها منذ مدة لأنها ليست من أولوياته. كما أن ما يخصصه للتأطير التربوي في ميزانية الأكاديمية ضعيف جدا ولا يرقى إلى التطلعات برقم لا يتعدى 1.5 من ميزانية الاستغلال وأقل من واحد من الميزانية العامة. حتى أن منهم من أطر وطلب تعويضاته ويتم رمي المرسالات للمديرية التي يعمل بها وتتقاذف أمواج التسويف والتماطل حقوق المفتش بمراسلات تتيه بين الأكاديمية والمديرية. فهل بهذا الشكل وهذا الاهتمام الذي يستحقه المفتشون التربويون.

في جملة يختصر واقع الحال، بتدوينه كتبها مفتش مقرب من مدير أكاديمية سوس مسة، وهو من يشتغل معه في مناسبات عديدة آخرها لقاءاته قبل مجيئ الوزير مع من سماهم “الفاعلين” قائلا: ماذا استفادت منظومة التربية والتكوين من نظام التوظيف الجديد غير فقدان ثقة الفاعلين التربويين الأساسيين في الإصلاح ومزيد من هدر الزمن المدرسي. فهل من عاقل يبادر إلى وقف هذا العبث؟”.

شهادة مقرب مفتش جهوي تخصصي. أين من استشرت معهم، فحتى من يشتغلون في أقرب المؤسسات إليك اعترفوا كتابة…أما الباقون فقد ملوا وتجرعوا مرارة ما ينشر أما حقيقة الوضع فيعرفها أهل باب الرواح، وتعرفها السلطات، ويعرفها التلميذ الذي لم يصله أي شيء، اللهم بنيابة المليار التي يمرون عليها جوار مكتبك صباح مساء، والتي شوهت جمالية مظهر الاكاديمية بتصميمها غير المناسق مع بقية البنايات، ذون نسيان سياق برمجتها في خرق سافر لمبدأ ترشيد النفقات، في انتظار أن تحل للازينب العدوي -الشريفة- رئيسة لمجلس الأعلى للحسابات بعدما وصلتها حقيقة الأوضاع للقيام بما يلزم.

من إعداد السيد بوتفوناست

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة