اختلف الوزراء في حسم قرار تشديد الاحترازات الصحية في رمضان، وعمد بعض المسؤولين إلى تسريب سيناريوهات، عبر تقنية التواصل الفوري «واتساب» لجس نبض المواطنين، وتلقي ردود فعل الفاعلين الاقتصاديين والتجار والمهنيين.
ويروج الحديث عن ثلاثة سيناريوهات، غير مؤكدة، سربت لدفع الرأي العام إلى مناقشتها حتى لا يحتج على الحكومة بأنها تتخذ القرارات ليلا، وتفاجئ المواطنين بها، وتصدم التجار والمهنيين.
ويتمثل الاقتراح الأول في تطبيق الإغلاق الشامل لكل المحلات التجارية قبل أذان المغرب بساعة، ومنع التنقل وتوقف الحافلات وسيارات الأجرة، وتطبيق حظر ليلي إلى غاية الثامنة صباحا، مع بعض الاستثناءات المعروفة.
واعتبر هذا السيناريو تشاؤميا، وله أضرار جسيمة على القدرة الشرائية للمواطنين، ويؤدي إلى الكساد وإحداث احتقان اجتماعي غير مسبوق.
ويتمثل الاقتراح الثاني، في إغلاق المحلات التجارية، سواء الممتازة أو المشتغلة بتجارة القرب بالأحياء الشعبية، قبل أذان المغرب، وفسح المجال للمقاهي والمطاعم بتقديم وجبات الإفطار والاشتغال حتى الساعة 11 ليلا لتغطية جزء من العجز في الأرباح، لأن الحكومة لا تستطيع أن تؤدي مرة ثانية أجور العاملين في المقاهي والمطاعم المصرح بهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، على قلتهم.
وهذا السيناريو قد يجد قبولا من قبل التجار والفاعلين الاقتصاديين، لكنه لا يحل مشاكل تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، بسبب تراجع مداخيل بعض القطاعات التي تسعى إلى تحقيق الربح نهارا وحتى ساعة متأخرة من الليل.
ويسمح السيناريو الثالث التفاؤلي، للجميع بالاستمرار في العمل إلى غاية 11 ليلا، وفتح المساجد الكبرى للمصلين لأداء صلاة التراويح على أساس ألا تتجاوز مدة الصلاة نصف ساعة، للحيلولة دون انتشار العدوى في صفوف المصلين، ما سيؤدي إلى التخفيف من حالات الاكتظاظ بإبعاد الآلاف الذين يحجون إلى المساجد متأخرين.
وقالت مصادر «الصباح» إن الوزراء سيحسمون في أمر خلافاتهم بناء على تقرير اللجنة العلمية التي ستدرس مؤشرات انتقال العدوى ومدى تأثير السلالات المتحورة لكورونا كما حصل، أخيرا، في الداخلة، والنتائج المحصلة من توقيف المغرب رحلاته الجوية مع عشرات الدول، والتأثير الايجابي للتطعيم.
وأكدت المصادر أن العثماني سيدرس، رفقة الوزراء، تقرير اللجنة العلمية، لاتخاذ القرار المناسب مع استحضار الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم، إذ حذر المواطنين من التراخي، ونبه إلى خطورة ارتفاع حالات الإنعاش.
أحمد الأرقام/الصباح