موقع “أدرار نزرزم” للنقوش الصخرية بكلميم: إرث تاريخي في طور الترتيب في عداد الآثار

بلوس2430 مارس 2021آخر تحديث : منذ 4 سنوات
بلوس24
فن وثقافة
موقع “أدرار نزرزم” للنقوش الصخرية بكلميم: إرث تاريخي في طور الترتيب في عداد الآثار

تواصل المديرية الجهوية للثقافة بجهة كلميم واد نون، عبر المحافظة الجهوية للثقافة ومفتشية المباني التاريخية والمواقع، جهودها ،وعن كثب، لجرد وتوثيق المعالم الأثرية بالجهة ومنها النقوش الصخرية، لأهميتها التاريخية والحضارية وقيمتها الأركيولوجية والعلمية.

وتروم هذه العملية تسجيل وتثمين النقوش الصخرية المنتشرة بعدد من الجماعات الترابية بأقاليم الجهة (كلميم، طانطان، سيدي إفني وأسا الزاك) وترتيبها في عداد الآثار، ومنها مواقع النقوش المتواجدة بإقليم كلميم، وتحديدا بالجماعة القروية أداي (85 كلم عن كلميم) التي تتواجد بها سلسلة جد مهمة، و منها النقوش بموقع “أدرار نزرزم” ، وذلك عبر اقتراحها لتكون ضمن قائمة التراث الوطني في إطار المكون الثقافي من العقد البرنامج للتنمية المندمجة لجهة كلميم واد نون 2016-2021.

وفيما يتعلق بالنقوش الصخرية بجماعة أداي، فقد وقفت وكالة المغرب العربي للأنباء، رفقة المحافظ الجهوي للثقافة السيد محمد حمو، على الكم الهائل من النقوش المنتشرة على امتداد (وادي الصياد)، وذلك خلال زيارة ميدانية له مع فريقه هدفها توثيق موقع “أدرار نزرزم”ومواقع أخرى بالمنطقة بهدف إعداد كتيب عن الفن الصخري بالجهة.

ويضم هذا الموقع الأثري 270 نقيشة تمتد على مساحة 380 هكتار، والتي ما فتئ السيد حمو في حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، يؤكد على حرص وزارة الثقافة على توثيقها وترتيبها بدعم من مجلس الجماعة الترابية أداي وذلك بالنظر لما يكتسيه الموقع من أهمية بالغة لتوفره على رسوم ورموز منقوشة على الصخر تؤرخ للمحيط البيئي القديم الذي ساد في المنطقة.

يقول السيد حمو: إن موقع “أدرار نزرزم” يكتسي أهمية علمية وتاريخية ما جعله موضوع طلب لترتيبه في عداد الآثار بالنظر للأهمية العلمية التي أسفرت عنها الدراسات والتحريات التي قامت بها بعثة ميدانية كانت موضوع اتفاقية شراكة عام 1995 بين معهد العلوم والآثار والتراث (وزارة الثقافة) و الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي .

وأبرز أنه تم بموجب هذه الاتفاقية، القيام بدراسة وتقييم للتراث الاركيولوجي لمنطقة واد نون في إطار برنامج الأبحاث الأركيولوجية في مجال “سوس تكنا” حسب التقسيم الجهوي القديم، وأيضا في إطار برنامج التراث الأركيولوجي والمشاهد التاريخية بحوض وادنون، حيث تم تنفيذ البرنامجين من طرف المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث وجامعة “كاستيا لامانشا” الاسبانية.

ونظرا لما يحضى به الموقع، وفق المحافظ الجهوي، من شهرة عالمية وزيارة عدد كبير من علماء الآثار له ، تقوم الوزارة بعملية التوثيق من أجل إعداد كتيب عن الفن الصخري بالجهة وإنجاز مطويات خاصة بكل موقع، فضلا عن إنجاز “جواز سفر الفن الصخري” الخاص بالجهة، وذلك في إطار اتفاقية الشراكة بين مجلس الجهة والوزارة .

ومن أجل تثمين هذه النقوش وحمايتها بجماعة أداي، وبالموازاة مع خطوة ترتيبها، قامت مصالح الوزارة بالجهة بتشييد محافظة للنقوش الصخرية بموقع “أدرار نزرزم”، وذلك أمام تزايد المخاوف من تعرضها لمخاطر محتملة من تخريب وسرقة أو تشويه.

ولم يفت المحافظ التذكير بالجهود التي تبذلها وزارة الثقافة من أجل ترتيب الرسوم الصخرية التابعة لأقاليم الجهة عبر اقتراحها لتكون ضمن قائمة التراث الوطني ، فبالإضافة إلى موقع “أدرار نزرزم” توجد سبعة مواقع بالجهة في المراحل الأخيرة من الترتيب.

ويسترل السيد حمو : “فضلنا سلك مسطرة الترتيب بدل التقييد”، أولا ، يوضح، لأهمية هذه المواقع وثانيا لرغبتنا الحقيقية في الحماية القانونية لهذا الارث، لاسيما لتواجد، بالإضافة الى النقوش، لمدافن جنائزية وأدوات قديمة كانت، في الغالب، تستعمل في الرسم على الصخور.

ويتعلق الأمر بمواقع : “عوينات أزكر” و “أزكر أشكيك” بجماعة المسيد بإقليم طانطان، و”أزروكلان” بجماعة عوينة الهنا بأسا (إقليم أسا الزاك)، وكذا ثلاث مواقع بجماعة أداي بكلميم وهي بالإضافة الى “أدرار زرزم”، “أوموكجيم” و تارسلت”، هذا فضلا عن موقعي “أنامر” و “أمالو تعلاوا” بجماعة بوطروش بإقليم سيدي إفني .

وفي سياق متصل، اعتبر مدير المركز الوطني للنقوش الصخرية بأكادير، أحمد أموس، أن “أدرار زرزم” يعد من أهم المواقع الأثرية بكلميم واد نون لكونه يضم مجموعة من النقوش تعود لفترة ما قبل التاريخ، مبرزا أن ما يميز نقوش الموقع، الذي يتواجد داخل المجال الجغرافي الثاني أو ما يسمى المجال الشبه الصحراوي ، أيضا حضور مواضيع متعددة ترجع للفترة البقرية التي عرفت تدجين الحيوانات، وكذا حضور أشكال تعود لفترة ما يسمى بالعصر الحجري الحديث.

وبخصوص ما جعل هذا الموقع موضوع طلب لادراجه في عداد الآثار، يقول مدير المركز، فهو، وبالإضافة الى قيمته العلمية والتاريخية والأثرية، تجانس العناصر والمكونات والشواهد الأثرية التي يضمها وكذا ضمه لشواهد أثرية كثيرة من مدافن جنائزية ولقى وصناعات حجرية و خزفية.

ودعا السيد أموس الى استثمار وتثمين هذه القيمة العلمية والأثرية الكبيرة للموقع في إطار السياحة الثقافية التي يمكن أن تكون أساسا من أسس التنمية الترابية.

من جانبه، أبرز نورالدين زديدات، مفتش المباني التاريخية والمواقع بجهة كلميم وادنون، أن هذا الموقع يتميز كذلك بتواجده في الحوض العلوي لوادي الصياد الذي كان في الغابر من السنوات دائم الجريان، مضيفا أن المجموعات البشرية التي استقرت في هذا المجال قامت بنقش مجموعة من النقوش تجسد الحياة اليومية آنذاك.

ومن الرسومات التي يضمها الموقع نجد مجموعة من الحيوانات التي يمكن تقسيمها، وفق المفتش، تتجسد في الوحيش الأثيوبي (الفيلة ووحيد القرن والبقريات)، والفرسان التي تعود للفترة الليبية الأمازيغية .

وتندرج العملية التي تقوم بها المديرية الجهوية للثقافة بجهة كلميم واد في إطار تنفيذ استراتيجية الوزارة الرامية إلى تعزيز وتثمين التراث الوطني والتعريف به، عبر توفير الحماية القانونية للمواقع الأثرية والبنايات التاريخية ذات القيمة الثقافية والعلمية بالنسبة للحضارة المغربية .

أحمد الكرمالي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة