استغرب عدد من المتتبعين من التهافت والتسابق وتجييش البعض في ما سمي “الاحتفال ب8 مارس” بأكاديمية سوس ماسة، ودعوة النساء بمقر الأكاديمية لحضور لقاء يتيم بقاعة لا تفتتح إلا حينما يحضر المدير، بعد صدمة العام الماضي التي تلقاها مدير الأكاديمية وفريقه نتيجة مقاطعة نساء الأكاديمية الحرارئر لحفلة اريد بها التضليل ومكيجة الوجه البشع للأكاديمية.
تعددت أوجه ومظاهر فشل الحفل اليتيم لهذه السنة. خصوصا أن النساء الحرائر بمقر أكاديمية سوس مسة توزعن بين من حضر، ومن قاطع، ومنهن من جاء ليسمع الكلام ويغادر، مادام أن الواقع شيء والممارسة شيء والشعارات التي ترفع في الاجتماعات باسم “الإنصاف وتكافؤ الفرص والمساواة” أضغاث أحلام يعرف حقيقتها المسؤولون بداخل الأكاديمية وخارجها والشركاء.
واستغربت حفنة الحاضرين لبرنامج الاحتفاء بيوم 8 مارس بمقر أكاديمية سوس مسة لتكريم رئيستي مصلحتين، وتسائل المتتبعون عن السياق وسبب التحيز! هل لأنهن رئيستان فقط، أم لذر الرماد في العيون وطمس الصراعات الخفية والمندسة، التي ماتزال قائمة بين أطراف داخل مقر أكاديمية سوس مسة، وضحيتها النساء، وما بين الأكاديمية والمديريات، حتى أن هناك من تخاصمت “إداريا” داخل الأكاديمية مع المديريات. واليوم يؤتى بهن ويتم التغني بعبارات المدح والاطناب والسريا.
اغتنمت النساء الحرائر هذا الحفل اليتيم يوم 8مارس، وأصولن الرسالة بذكاء، وهو ما أثار أسئلة وقضايا حارقة لم تعجب من نظموا وتهافتوا ولهثوا جريا وراء يوم يكشف خللا كبيرا وعيوبا أكبر ونتانة بلغ صداها باب الرواح حسب ما أسرته مصادر عليمة.
انتقدت النساء الحرائر من “نظم” وأسمعنهم ما ينبغي أن يكون، متسائلات بحرقة ما قواعد هذا الاحتفاء؟! وبأية طريقة؟! ولمصلحة من؟! وما جدواهبهذه الطريقة والكيفية؟! فيظل استغرابهن عن كيفية تقسيم كعكة التعويضات ورفع شعار المساواة والمرأة في أكاديمية سوس ماسة وهي آخر ما يفكر فيها!وتسائل بعضهن كيف يمنح عمل “الكورفي” للمرأة داخل الأكاديمية، و”عمل التعويضات” يخصص لغيرهن ويوزع بمنطق التمييز، حيث الاقصاء التام لهذه المرأة، بل واحتقارها بهاته الطريقة الفجة!
وفي سياق متصل تسائل المختصون كيف يتم توزيع مناصب المسؤولية بطريقة يعيبها الجميع من أصلها (الانتقاء الأولي) إلى إعلان النتائج في مسار يكرس الاقصاء والسدنة والاحتقار؟! ونأتي اليوم ونقول “تكريم نساء الأكاديمية”! فعن أي نساء يتحدثون؟!… قد بلغ السيل الزبي كما تقول النساء الحرائر.
وقد عرفت الأكاديمية بعد الزوال تقديم عروض متهالكة متجاوزة فيما سمي ب “قراءة الشرائح”.وهو توجه يعكس تدني المستوى، ويعكس الرغبة في التسابق لمكيجة الوجه البشع للأكاديمية بالتقاط الصور، وتجييش بعض الفاشلين في ثلاثة أو أربعة مواقع لا يمارس كتابها بل ينتحلون صفة صحفيين، فبالأحرى أن يملكوا مصداقية لدى الرأي العام، بعد أن فطن الجميع إلى ما يحدث، وما يحاك.
وعرفت أجواء الأكاديمية المشحونة استغرابا، وطرح المتتبعون لما يجري العديد من الأسئلة، منها السبب في عدم تكريم أقدم النساء الحرائر بمقر الأكاديمية وأكبرهن تجربة وأوفرهن خبرة؟! كما استغرب الجميع عن السبب في عدم الالتفات على الأقل للنساء العاملات المنظفات بمقر أكاديمية سوس ماسة؟! ولماذا لم يتلفت لمن يشتغلن في الخفاء وبلا بهرجة ولسنوات؟! أم أن الرغبة في تلميع الواجهة ومكيجتها وأخد الصور التي ظهرت فيها وجوه نساء الأكاديمية شاحبة حزينة مكفهرة، وهو ما يترجم ما تئن تحت وطئته نساء الأكاديمية في واقع عرينه بعد توزيع ورود ذابله لا يتجاوز ثمنها درهم ونصف(ثلاثين ريال) فيما الكثسر منهم في التعويضات خارج نطاق تقييم الأداء وفي غياب تام لأية معايير حسب المختصين!!
وفي اتصال هاتفي بالناشط الأمازيغي والحقوقي عمر أوزكان، صرح أن نساء الأكاديمية الحرائر يستحقن التفاتة مغايرة، تعكس حجم ما انخرطن فيه وما قدمنه للأكاديمية مند إحداثها سنة2020,، التفاتة تعكس مستواهن المعرفي والأكاديمي وتناسب حجم ابداعهن وانخراطهن الدائم في تحقيق ارتقاء المنظومة، والدليل على أن أكاديمية سوس مقصرة ولا تهتم سوى بالمكيجة هو أن النساء اللواتي يتقلدن المسؤولية بأكاديمية سوس لا يمثلن سوى نسبة8%(رئيستي مصلحة من أصل23مصلحة وقسم)، وأن برمجة ورشات يوم 8 مارس فيما يشبه الإحتجاز يوحي بسعي المنظمين لضمان حضور النساء لأخد الصور، وهو تصرف لا يستقيم ويخدش صورة الأكاديمية، التي كانت فيما سبق مشتلا للابداع والإبتكار ونجمة لامعة مضيئة في سماء المملكة قبل ان تتحول لثقب أسود أتى على كل ماهو جميل.
وأضاف ذ. عمر أوركان متسائلا: أين تكريم التلميذات في هذه المناسبة كما فعلت أكاديميات أخرى، وعلى رأسها جارتنا المتألقة كلميم واد نون؟! هل يصل الدرهم التربوي إلى تلميذة تالوين واداوتنان، وأقا يغان، وفم وزكيد، واغرم، وتالوين، وأركانة، وتالكجونت، وأيت عبد الله، وتيفرميت، وايت اسافن والسيحل، وأزيار، وتامري، وسيدي موسى الحمري، واصادص… وماذا فعل بالالاف من التلميذات اللواتي غادرن منذ شتنبر 2020 فصول الدراسة وحرمن من الايواء بالداخليات ومن النقل المدرسي والمنحة؟!! وهل الأولى صرف المال العام في بناء عمارة المليار (بمصعد ويعلم الله وحده بكم ستجهز وبأي تجهيزات) وتأهيل مركز التكوين المستمر وهلم جرا…
وأضاف ذات المصدر أن ضياع الأولويات بين بناء عمارة المليار وعدم تحقق هدف تعميم الأنترنيت وتوسيع العرض المدرسي وإيجاد حل للمؤسسات المحصية بجانب الوديان وتأخر كل ما هو تربوي وتوزيع الفيلات في ظل تأخر المذكرة الجهوية الموعودة منذ بداية زمن كورونا، حتى مر على انتظار صدورها سنة، ليتم منح فيلا بحي تالبورجت لرئيس قسم المالية خارج المذكرة 40، رغم أقدمية عدد من الموظفين العاملين في مقر الأكاديمية وإثارة الزوبعة في فنجان اكادير، لخير الأدلة على سوء تدبير المرحلة التي عرفت الكثير من الأخطاء الجسيمة، في انتظار تفتيش مالي وإداري دقيق للأكاديمية من طرف المجلس الأعلى للحسابات والمفتشية العامة للشؤون الإدارية والمالية للتربية والتكوين والمفتشية العامة لوزارة المالية، إذ ذاك سيظهر الغث من السمين والجيد من القبيح والمدبر الحقيقي من المدبز والتائه والمغلوب على أمره، في سياق شعار “ربط المسؤولية بالمحاسبة”.