عاش تاجر يتحدر من الأقاليم الصحراوية ظروفا صعبة، شابها التعذيب والتكبيل، إثر مغامرة عشق عبر الأنترنيت، جرته إلى البيضاء، حيث مر بتجربة عصيبة بعد سقوطه في مخالب عصابة إجرامية كادت تزهق روحه.
وأوردت مصادر متطابقة أن العشيقة سعدت بحضوره، لكنها أخبرته أنها لا تقدر على الولوج إلى غرفته، بالنظر إلى الحراسة المشددة والمنع والكاميرات، مقترحة عليه اكتراء شقة مفروشة في “2 مارس”، بمبلغ منخفض التكلفة عن الفندق، والاستمتاع بالحرية، لأنه مكان آمن ولا مراقبة فيه، ليسقط في الفخ ويستجيب لطلبها.
وتمكنت المتهمة من إيوائه بشقة في الحي الراقي، بعد أن أفلحت في استدراجه، قبل أن يظهر أربعة اشخاص، هم اصدقاؤها، حيث احتجزوه بها، وبعد ذلك، نقلوه إلى شقة أخرى بحي الفرح، باستعمال سيارة، وهناك شرعوا في تعذيبه، بعد تكبيله، وطالبوه بفدية مالية مقابل إطلاق سراحه.
وعمد المشتبه فيهم إلى تسجيل شريط فيديو للضحية، وأثثوا المشهد بصفيحتي مخدرات، كما أجبروه على الاعتراف بأن له خلافات مع محتجزيه، بسبب سطوه على طنين من المخدرات.
وأوردت المصادر ذاتها أن الضحية تعرض للضرب والتكبيل والعنف، وطالبه المشتبه فيهم بالاتصال بأحد أقربائه لتدبير 500 مليون، إلا أنه ظل يتوسل إليهم ويشرح لهم أنه لا يتوفر على المبلغ، وكل ما يستطيع تدبيره هو 4 ملايين، وبعد الضغط عليه، والتأكد من عدم قدرته على الحصول على نصف مليار، طالبوه بالأربعة ملايين، ليتصل بقريب له أرسلها عبر وكالة لتحويل الأموال، قبل أن يتم إطلاق سراح المحتجز، وتهديده بالأسوأ في حال التبليغ. وأضافت مصادر “الصباح” أن الضحية لم يستسغ تلقفه للطعم ولا الطريقة المهينة التي احتجز بها وتهديد سلامته، ليضطر إلى العودة إلى الفندق، والتبليغ عما وقع له.
وسارعت فرقة الشرطة القضائية بولاية الأمن، بتنسيق مع عناصر مديرية مراقبة التراب الوطني، في إجراء الأبحاث، مستعينة بالرقم الهاتفي للحسناء، التي استدرجته للعصابة، وكذا ببيانات الحوالة المالية التي تسلمها الجناة، ليتم إيقاف المتهمين تباعا، أول أمس (الثلاثاء)، إذ بلغ عددهم خمسة بمن فيهم المتهمة.
وحجزت المصالح الأمنية مبالغ مالية يشتبه في أنها جزء من متحصلات الاختطاف والاحتجاز، إضافة إلى صاعق كهربائي تم استخدامه في تعنيف الضحية.
المصطفى صفر