تعتزم الشركة الأمريكية الناشئة “سولونا تكنولوجي وإي إم ويند” بناء مزرعة ريحية بقدرة إنتاجية تبلغ 900 ميغاواط في الداخلة على مساحة 11 ألفا و313 هكتار، من أجل تزويد خوادم مخصصة لتكنولوجيا سلسلة الكتل، باستثمار مبدئي قدره 15 مليار درهم.
ولما يقرب من ثلاث سنوات، عمل برنامج هارماتان التابع لشركة “سولونا تكنولوجي وإي إم ويند” على تصميم مشروع هذه المزرعة الريحية التي سترى النور خلال السنوات الست المقبلة، من خلال مزرعة لمراكز بيانات معيارية بشكل مشترك.
وقال الرئيس المدير العام لشركة “سولونا تكنولوجي” جون بيليزير، اليوم الأربعاء، خلال ندوة افتراضية حول مستوى تقدم مشروع “سولونا إي إم ويند” في الداخلة، إن هذا المشروع، الذي سينتج قدرات حوسبة مخصصة لتزويد الشبكة الدولية لسلسلة الكتل، لديه القدرة على توفير أزيد من 400 وظيفة مباشرة ذات مؤهلات عليا، مشيرا إلى أن هذه الشركة الناشئة تخطط لإنشاء مركز محلي للتميز من أجل تطوير خبرة في مجال تكنولوجيا سلاسل الكتل، متاحة في سوق عالمية متنامية.
وأضاف أنه سيتم تخصيص مراكز البيانات هاته لتوفير قدرات حوسبة لتزويد الشبكات الدولية لسلسلة الكتل، مشيرا إلى أن هذه التكنولوجيا يتم اعتمادها حاليا من طرف بعض كبريات المؤسسات المالية في العالم، من بينها JP Morgan Chase و PayPal و Goldman Sachs و Square و CME و Intercontinental Exchange.
وأشار السيد بليزير إلى أن الشركة التزمت بدفع نسبة 1 في المئة من عائدات المشروع لفائدة ساكنة الجهة، سيتم تخصيصها للتعليم والتكوين المهني وريادة الأعمال وبرامج الصحة.
وفي ما يتعلق بمستوى تقدم المشروع، أوضح السيد بليزير أن الشركة سلطت الضوء، خلال السنوات الثلاث الماضية، على مرحلة التطوير والدراسة والبحث، والتي تهم على الخصوص استغلال قياسات الرياح وفقا لمعايير (Energy Union Choices) وعمليات المسح الطبوغرافي، بالإضافة إلى الهندسة التفصيلية للمشروع، ودراسات الجدوى ودراسة الأثر البيئي، لافتا إلى أن “هذه المراحل المختلفة تطلبت استثمارا إجماليا بقيمة 10 ملايين دولار”.
وأضاف أنه “بعد الانتهاء من الدراسات البيئية، سنبدأ التمويل وأنشطة ما قبل البناء عند منتصف سنة 2021″، مشيرا إلى أن جائحة فيروس كورونا المستجد أدت إلى تأخير تنفيذ المشروع.
وحسب السيد بليزير، فإن هذه البنيات التحتية ستمكن من مد الطاقة إلى الشبكة الدولية لسلسلة الكتل، مشيرا إلى أنه “تم إجراء مشاورات مع البنك المركزي ومكتب الصرف حول مؤسستنا المالية ونظامنا للتدبير الإداري، للتأكيد على أنها تتوافق مع القوانين المعمول بها في المغرب وكذا التشريعات الدولية”.
وتابع “لقد حصلنا كذلك على رخصة من اللجنة الجهوية للاستثمار في أكتوبر 2018، وتصريح من وزارة الطاقة والمعادن والبيئة لإنجاز 900 ميغاواط لمشروع الاستهلاك الذاتي في شتنبر 2020، كما حصلنا على تمديد للعقار المخصص للمشروع بقرار من اللجنة الجهوية الموحدة للاستثمار في فبراير 2020”.
من جهة أخرى، سجل السيد بليزير أن هذا المشروع سيمثل أحد أكبر المراكز الجهوية الكفيلة بجذب المزيد من الاستثمار في الجهة، بتعاون مع المسؤولين المحليين والمصالح العمومية ووزارة الطاقة والمعادن والبيئة، ووزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة.
وأكد أن هذا المشروع يشكل فرصة بالنسبة للمغرب للبقاء ضمن القوى العالمية في مجال الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أنه ليس مخصصا فقط لتطوير صناعة سلسلة الكتل والمالية، وإنما سيعمل ليصبح مركزا تكنولوجيا حقيقيا.
ويلتزم مشروع هارماتان، التابع لشركة “سولونا تكنولوجي وإي إم ويند”، بتوفير الطاقة الخضراء بنسبة 100 في المئة وتطويرها، مع العمل على دعم الاقتصاد المحلي، وإحداث فرص الشغل، ودعم التعليم والتكوين، وتوفير طاقة نظيفة.