تفجر نقاش من جديد إثر تتبيث الأكاديمية الهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة يافطات مكتوبة بالعربية من دون اللغة الأمازيغية المنصوص عليها في دستور المغرب منذ عام 2011، مما أثار جدلا في الأوساط الثقافية والحقوقية والتعليمية.
واعتبر الناشط الأمازيغي أحمد عصيد أن “ما اقترفته أكاديمية سوس ماسة للتربية والتكوين بوضعها جميع اليافطات بلغة وحيدة هي العربية يدل على أنه لا جدوى من مراجعة وتطوير القوانين بدون مواجهة العقليات القديمة التي تتميز بجمودها الإيديولوجي وتخلفها عن مسلسل التحولات التي يعرفها بلدنا والعالم”.
وأوضح الحقوقي عصيد أنه “على الرغم من الإقرار الدستوري برسمية اللغة الأمازيغية منذ تسع سنوات، ورغم صدور القانون التنظيمي لتفعيل ذلك الطابع الرسمي منذ عام كامل، ما زال هناك من يتعمد معاكسة التزامات الدولة وخرق قوانينها بدون أن يتعرض للمحاسبة”.
ومضى عصيد قائلا: آن الأوان للجوء إلى القضاء ضد هذه العينة من المسؤولين الذين يعطون الأولوية لنزوعاتهم العنصرية الشخصية على حساب الدولة والقانون والمؤسسات.
بدوره، علق الناشط النقابي عمر أوزكان، وهو كاتب إداري للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي) على ذلك بقوله: نزوعات شخصية وسلوكات انتقامية وفهم معوج وإبخاس لجهود الدولة ومؤسساتها وثقافتها وتاريخها في قلب جهة أمازيغية بامتياز.
ونبه الناشط النقابي إلى أن “من عبثوا بالأمازيغية كتابة في مرافق مؤسسة عمومية وأغفلوها، سيعبثون بالأمازيغية في تدريسها والحرص على إرساءها وتفعيلها واقعيا في المدارس التعليمية، وحتى تغييبها في استعمالات الزمن كما حدث في مديرية تيزنيت حيث أقصتها”.
واعتبر أوزكان أن سلوك الأكاديمية له ما يبرره، فلا مكتب يهتم بتدريس اللغة الأمازيغية وتنميتها في مقره الجهوي ولا في مقراتها الإقليمية، ولا تكوينات تنظم للمدرسين، وبطبيعة الحال لا يافطات كتبت بالأمازيغية، مما يشكل دوسا على منطق دستوري احتقاري للغة رسمية بخلفيات متحجرة متكلسة لمسؤولين ألفوا أن لا يساءلهم أحد وأن لا يحاسبهم أحد كأنهم في ضيعة”، على حد تعبيره.
وتساءل: أين أكاديمية سوس ماسة من المذكرة الوزارية 2465 في كتابة الاسم بحرف تيفيناغ؟ أين أكاديمية سوس ماسة من المذكرة 952 في تسريع وثيرة تعميم تدريس اللغة الأمازيغية والمذكرة 116 تنظيم تعميم تدريسها وثماني مذكرات وزارية أخرى.