لم تنفع الوعود التي قدمها جاي المنصوري مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة لربط المدارس وقاعات جيني والقاعات المتعددة الوسائط بالأنترنيت في شيء، وذهبت سدى رغم التطمينات التي وزعها في اتجاه گل من الوزارة والشركاء والمديريات الاقليمية قبل 30 شتنبر الماضي لفائدة 1003 مؤسسة تعليمية يدرس بها 568 الف و 41 تلميذا حسب إحصائيات رسمية للأكاديمية.
هذا الوضع المخيف جعل رؤساء المؤسسات التعليمية العمومية على تراب جهة سوس ماسة ومعهم الأساتذة يواجهون ظروفا صعبة بعد تنصل الأگاديمية من تحمل المسؤولية، وتبخر وعود ربط المؤسسات بشبكة الأنترنيت، بخلاف أكاديميات مجاورة (كلميم واد نون – مراكش آسفي – درعة تافيلالت…) التي سارعت لربط مؤسساتها التعليمية بشبكة الأنترنت وتوفير خدمة الأنترنيت للأطقم الإدارية والتربوية، حتى يستفيد منها التلاميذ خلال حصص التعليم عن بعد، سواء في فترة شتنبر المخصصة للمراجعة والدعم، وخلال النصف الأول من أكتوبر الجاري بعد الشروع في تقديم المقرر الدراسي عبر أفواج في إطار التعليم عن بعد المعتمد في أغلب المؤسسات.
هذا الوضع غير المرضي، جعل وعود مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة تتبخر وتنضاف لوعوده الكاذبة السابقة لمديري المؤسسات، حيث يتم التعهد خلال اجتماعات بالتزامات وفي الواقع لا تجد لها أي أثر، رغم التعليمات الصارمة لوزير التربية الوطنية سعيد أمزازي والتي لم تجد لها أي صدى لدى المسؤول الأول عن القطاع بجهة سوس ماسة، بعد أن وقف السيد الوزير على وضع مقزز وصادم تعيشه الثانوية التقنية الإدريسي في قلب أكادير شتنبر الماضي وصدم لهول ما سمع بأن الثانوية لا تتوفر على خدمة الأنترنيت.
ورمى مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة الكرة على مديري المؤسسات التعليمية لربط “عقود فردية ” مع شركات الإتصالات تكون هي الأولوية باسم مؤسساتهم، وهو ما رفضه عدد منهم على اعتبار أن القانون لا يخول لهم ذلك وليس من صلاحيتهم ولم يتوصلو بأية وثيقة تفوض لهم ذلك، دون الحديث عن المؤسسات التي لا تتوفر جمعيات دعم مدرسة النجاح بها على سنتيم واحد. وهو ما يعكس الارتجالية في القرارات التي تتخذها الأكاديمية وتمارس بها “البابراغوندا” من أجل تلميع الصورة لدى الآخر، ولا تجد لها أثرا في الواقع، مثلها مثل وهم “المؤسسات النموذجية” و”مشروع المؤسسة المندمج” و”تفويض الصلاحيات لمديري المؤسسات”، في وقت يتم فيه تكريس مزيد من المركزية المفرطة الجهوية في الصفقات.
وفي تصريحه حول الموضوع قال الگاتب الناشط النقابي بتزنيت عمو أوزگات أن ما يؤكد ذلك، هو گون المعطيات الرسمية الاحصائية للأكاديمية تفيد أن 45 في المائة من المؤسسات التعليمية تتوفر على قاعة جيني (جل تجهيزاتها لم يعد صالحا) أو قاعة متعددة الوسائط غير مشغلة، وأن حوالي 300 مؤسسة تعليمية لا تتوفر على أية خدمة للربط بالأنترنت، فمثلا في مديرية اشتوكة 85 مؤسسة غير مربوطة بأية خدمة للأنترنيت وبمديرية تارودانت 77 مدرسة خارج الخدمة و 33 في تيزنيت غير مربوطة بالأنترنبت و 43 في أكادير على مقربة من مكتب مدير الأكاديمية لا تتوفر على خدمة الربط بالأنترنيت في زمن “التغني بالتعلم عن بعد” و”التعلم الرقمي” من طرف مدير الأكاديمية.
وأضاف الناشط النقابي أن ما زاد من قتامة الوضع، وبحسب إحصائيات مدير الأكاديمية، أن 381 مدرسة فقط من أصل 1005 مربوطة بخدمة ADSL و 333 مؤسسة لا تتوفر على قاعة جيني أو قاعة متعددة الوسائط، وأن79 في المائة من إدارات المؤسسات التربوية غر مرتبطة من قاعة جيني بخدمة الأنترنيت، مما يجعلها غير ذات جدوى مما يساءل حكامة مشروع “جيني 1 و 2 و 3” التي لهفت ملايير الدراهم من ميزانيات صادق عليها في كل مرة مجلس إداري.
وتسائل الناشط الأمازيغي عمر أوزگان أن ما ينبغي التأگيد عليه أنه گيف يعقل أن مسؤولين وموظفين يشتكون داخل الأكاديمية والمديريات الإقليمية خصوصا مديرية تيزنيت من ضعف الصبيب وأحيانا تتعطل خدمة الربط بشبكة الأنترنيت وتتأخر مباشرة أعمالهم الوظيفية والإدارية، فما بالك بمؤسسات قريبة من مكتب مدير الأكاديمية، كما هو حال ثانوية الإدريسي التقنية بأكادير، التي وقف عليها الوزير أمزازي شخصيا وصدم لما عاش وسمع، وبالأحرى مؤسسات لا تتوفر على تجهيزات معلوماتية أو حين تتوفر عليها يستحيل ربطها بالخدمة كما هو حال ثانوية سوس العالمة العجيبة بسيدي بيبي بمديرية اشتوگة، المشيدة بشگل غريب في الخلاء والتي فتحت أبوابها مع مطلع شتنبر 2020 بعد أن كلفت أشغال بنائها 840 مليون سنتيم دون احتساب مصاريف الدراسات والتجهيز والمراقبة، وهي الآن غير مربوطة بالماء ولا بالكهرباء، فبالأحرى الأنترنيت؟؟؟
وأضاف قائلا أن الجميع يعلم، ومعهم مدير الأكاديمية، أن عدم إنجاز دراسة جدوى مشروع الربط بخدمة الأنترنيت والتباهي بالوهم، والإنخراط في التطاحنات داخل الأكاديمية وخارجها وافتعال الأزمات والمشاگل بدل ابداع الحلول، گما حدث مؤخرا عند انسحاب مدير الأگاديمية بعدما حاصرته نقط جدول الأعمال الملتهبة بجلسة اللجنة الجهوية للتشاور والتتبع التى غطلها منذ مقدمه، وأختار الهروب بدريعة غياب اللباقة والإحترام وهي نفس المطية التي لبتدعها ويتخفى ورائها مديره الإقليمي بتيزنيت الذي لم يعقد اللجنة الإقليمية منذ ذجنبر2019 خوفا ورهبة من مناقشة نقط ساخنة وخطيرة تفضح التدبير وتسائل الحگامة، وهو ما يدفع التلميذ والأستاذ الآن ثمنه في واقع مرير صار الجميع يفهمه، بمن فيهم مدير الأكادمية، الذي يعترف بما حصل ويحصل كل يوم، وهدر معه زمن التعلمات والزمن الإداري وهو ما انعكس على نتائج الباكلوريا، حيث احتلت سوس ماسة في سابقة من نوعها الرتبة 11 وطنيا متقهقرة إلى رتبة متدنية ومخجلة مع الأسف.
وفي نفس السياق أضاف عمر أوزگان أنه بحسب الدراسة التي أنجزتها الأكاديمية حول التعليم عن بعد، فإن حوالي 44 في المائة من تلاميذ الأسلاك التعليمة الثلاث يدرسون ما بين مادة ومادتين عبر التعليم عن بعد في فترة الحجر الصحي، مما يشكل هدرا زمنيا كبيرا لمواد أخرى ضمن حصص اليوم الواحد في غياب أي تصور للبرمجة والمواكبة والتتبع والمصاحبة. وهذا هدر لزمن التعلمات تؤكده رسميا معطيات الإدارة الجهوية لسوس ماسة في وثيقة رسمية لها، حسب تصريح المتحدث.
ونبه الفاعل النقابي أن نفس الدراسة بينت أن 70 في المائة من التلاميذ يتابعون الدروس بالتلفاز عبر القنوات. وهو رقم مخيف وصادم على اعتبار أن الدروس المصورة عبر التلفاز لا تقدم سوى درسين لكل مستوى دراسي، كما أن جل الأسر تتوفر على جهاز تلفاز وحيد لا يمكن معه لأطفالها تتبع دروس في نفس التوقيت في قنوات تلفزية مختلفة، من دون أن تفكر الأكاديمية في بديل لتجاوز الوضع، والحرص على برمجة أنشطة مواكبة للدعم والمراجعة والتتبيث ولو عن بعد رغم توفرها على اعتمادات مالية ضخمة تصرف في الهاتف والأنترنيت وصفقات مگيجة المقرات الإدارية.
وأگد الناشط الناشط الأمازيغي والكاتب الإداري للجامعة الوطنية للتعلم (التوجه الدمقراطي) بتزنيت بأن هذا هو حال نتائج المدبرين والمسؤولين وأهل الحل والعقد بآگاديمية سوس ماسة، الذين فضلوا الگذب على حوالي 600 الف تلميذ و27الف أستاذ بالجهة، من دون وعي منهم أن تدبيرهم الگارثي يقود المنظومة نحو الهاوية.