لقد سجلت الساحة التربوية بجهة سوس ماسة أحداثا وتطورات خطيرة، انضافت إلى ماراكمته أگاديمية سوس ماسة ومديرياتها من أخطاء فادحة في إطار ما ينسج داخل دواليبها من مخططات تهدف بالأساس لطمس الأمازيغية وتغييبها على المشهد التربوي بشكل ناعم، وتدريجي.
ففي سابقة فريدة من نوعها، أقدمت المديرية الإقليمية بتيزنيت في مراسلة تحمل رقم 55/ 20 بتاريخ14شتنبر قرر من خلالها المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتيزنيت تعميم استعمالات زمن تعمد القائمون على إعدادها تغييب اللغة الأمازيغية مستغلين بذلك صيغة التعليم بالتناوب المعتمدة في غالبية المؤسسات للإجهاز على الأمازيغية، وهو ما يفسره تلكؤ المديرية الإقليمية بتزنيت وتنصلها حتى الآن من مسؤولية إعداد نماذج استعمالات زمن تصحح وتستدرك من خلالها خطأها الجسيم في حدف الأمازيغية من استعمالات زمن معيبة تربويا قانونيا وأخلاقيا، في خرق سافرا لمقتضيات الفصل الخامس من الدستور، ومقتضيات القانون التنظيمي القانون التنظيمي رقم 26.16 المتعلق بمراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفية إدماجها في مجال التعليم ومجالات الحياة العامة ذات الأولوية.
هذا الوضع غير التربوي تسبب في ارتباك خطير عرفه الدخول المدرسي الحالي، زاد من حدته ما تم تسجيله بمديرية تيزنيت من تأخر في إعلان نمط التعليم حسب كل مؤسسة، زيادة على التراخي في توفير مواد التعقيم والتنظيف للمؤسسات التعليمية لتنزيل البروطوكول الصحي حتى17 شتنبر، وعدم تحديد أوقات الخروج والدخول حتى 1اكتوبر ، أي بعد مرور شهر كامل من الدخول المدرسي وهو التابث في مذكرة المدير الإقليمي عدد50/ 20 التي لم يرفقها بنمادج استعمالات الزمن، وهو ما اعتبرته هيأة التدريس خطوة استفزازية، تنضاف لألاعيبه للتنصل من المسؤولية، وإلقائها علي هيئة التدريس التي تتخبط حتى الآن نظرا للصعوبات التي واجهتها نتيجة تهرب الفاعلين التربويين والمسؤولين الإقليميين من تحمل المسؤولية التي يتقاضون مقابلها تعويضات سمينة.
وقد عزا عمر أوزكان الكاتب الإداري للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي بتيزنيت امتدادات ذلك على المستويين الاقليمي والجهوي إلى وأد تجارب سنوات إرساء اللغة الامازيغية وتطويرها وتنميتها بعدد من مؤسسات التعليم الابتدائي بالجهة، مما يكشف الفهم المعوج والتصرف الأرعن ضد الامازيغية لغة وثقاقة وتربية وتعليما وديداكتيكا.
وأضاف عمر أوزگان قائلا؛ إن غياب أي اهتمام إقليمي في تيزنيت ومن داخل الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة بملف تدبير اللغة الامازيغية للحفاظ على التجارب المكتسبة والممارسات الفضلى داخل الفصول الدراسية يجسده غياب مكتب تدبير شؤون الأمازيغية الذي تم اقباره داخل الأكاديمية مند رحيل الإطار المتخصص ذ. الحسين أوبليح، وصار تدبير الملف على مستوى المديريات الإقليمية ترفا لا هما تربويا ينبغي أن يطور وينمى ويرسمل.
وأضاف الفاعل النقابي إن عدم وجود أي اهتمام جهوي داخل اكاديمية سوس ماسة، مشتل التجارب سابقا، باللغة الامازيغية، يجسده عدم تخصيص مسؤولي الأكاديمية ومديرياتها الإقليمية أي فلس أو درهم أو تكوين للأمازيغية، وحتي اليافطات داخل مقر الاكاديمية ومديرية تيزنيت بالخصوص همشت الأمازيغية رغم رسميتها ودسترتها منذ2011، مما ينم عن عقليات متحجرة مكلسة تقصي كل ما هو جميل في ثقافتنا وقيمنا وتربيتنا من قبل مسؤولين من المفروض أن يكونوا هم أحرص على غيرهم داخل جهة أمازيغية بامتياز.
وأضاف أوزگان أن هذه الممارسات لدى مختلف المسؤولين الإقليميين والجهويين عمقت من معاناة المنظومة وتعگس انحطاط القيم والأخلاق لذى بعض المسؤولين، وهي السبب الرئيسي في التحول السلبي للمنظومة، وتفسر أن ازمة القطاع أزمة ضمير وأزمة أخلاق أولا وأخيرا، وهذا ما سيعمق أگثر هشاشة المنظومة التربوية التي تحتاج إلى رجال صادقين ينهضون بها، وينقذونها من هذا المأزق الخطير.
وأگد الناشط النقابي أن حدف الأمازيغية واستهدافها يتحدى الإرادة الملگية الحميدة التي أعلن عنها صاحب الجلالة في خطاب أجدير، حيث اعتبر جلالة الملگ تعليمها وتعلمها واجبا وطنيا وحقا طبيعيا لجميع المغاربة، وهذا ما لا يعيه المسؤولون الذين لا يدرگون معنى المسؤولية ولا يفهمون الواجب الوطني ، ويجهلون أن الأمازيغية لغة وثقافة تشگل رمزا من رموز هوية المغاربة، وأن محاولاتهم لإجهاض تدريس الأمازيغية والنيل منها يسيء للدولة ولمؤسساتها ولجلالة الملگ.
وختم عمر أوزگان في معرض حديثه بدعوته الهيئات والفاعلين وممن لهم حرقة علي هويتهم لتحمل المسؤولية أمام التاريخ وأمام السعب بأگمله، والتصدي لمن يحاول التعامل مع الأمازيغية بشگل ترقيعي وبمنطق إقصائي تمهيدا لإجهاضها، وأنهم مطالبون اليوم بالترافع والدفاع عن لغتهم الاصيلة المشرعة “تمازيغت” قانونا، وداخل المؤسسات التعليمية، حماية لها ولثقافة تجذرت لقرون، والتي تحاول عقول الإقصاء أن تقبرها… وأنى لها ذلك!!