كشفت جريدة «الأخبار» في مقال لها، أن المتهم في قضية مقتل الطفل عدنان بوشوف، اعترف بتفاصيل في غاية الوحشية، وذلك في إطار استكمال الأبحاث والتحقيقات القضائية معه، حيث قال إنه مباشرة بعد استدراجه للطفل إلى داخل بيته، وبعدما أغلق عليه الباب بإحكام، راح الطفل يقاومه بشدة وأخرج ورقة مالية من فئة 20 درهما من جيبه، ومنحها له ظانا منه أنه «لص»، وتوسله أن يخلي سبيله. وحين رفض القاتل وأصر على وحشيته، أطلق الطفل عنانه للصراخ، وحاول الفرار من بين قبضته، إلا أنه اصطدم بعمود إسمنتي بداخل المنزل، ليغمى عليه نتيجة جرح غائر في رأسه، ليقوم المعتدي بالممارسة الجنسية عليه بوحشية رغم هذا الإغماء.
وأضاف المتهم، الذي يدعى «ع.ح»، وهو يحكي هذه الوقائع المروعة للمصالح المختصة، أن الطفل كان يتنفس بصعوبة بالغة، «إلا أني لم أكترث لذلك، فاستمررت في الممارسة عليه، وبعدها بدقائق سمعت طرقات على الباب، ولما فتحت شباك النافذة، وجدت رفيقي في السكن»، هذا الأخير الذي اعترف هو الآخر، أمام المصالح المختصة، بأنه وجد المتهم يتعرق بشدة في هذه اللحظة، وطلب منه معاودة المجيء للمنزل بعد ساعة، حيث يوجد شخص رفقته ولا يريد أن يكشف هويته.
وتفيد المعطيات التي نشرتها «الأخبار»، بأن المتهم، وهو من مواليد سنة 1997 بالقصر الكبير، لجأ إلى معقم «جافيل»، حيث قام بتنظيف أرجاء البيت، ولف الطفل الذي كان لا يزال لم يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد في البلاستيك، وقام بخنقه حتى الموت، ليصعد به للسطح ويضعه هناك، وعاد إلى غرفته، حيث شرع في تنظيفها من بقايا بقع الدم، حتى لا يثير الشبهات، فيما وضع «إزارا» يخص أحد رفاقه في السكن داخل المرحاض وسكب عليه الماء والمحلول المذكور، وواصل التخطيط لعملية التخلص من الجثة، إذ انتظر حتى الساعة الرابعة فجرا، حيث لجأ إلى مكان خلاء مجاور وحفر حفرة عميقة، وقام بدفن جثة الطفل التي سقطت منه مرتين متتاليتين، كما تظهر ذلك كاميرا للمراقبة وضعت كدليل أمام غرفة الجنايات للشروع في بداية محاكمة المتهم خلال الأيام المقبلة، في حين لم يثر انتباه أحد، سواء القاطنين بجوار المنزل، أو المكترين معه، والذين نفوا أمام المصالح الأمنية سماعهم أي صوت فجرا خلال إنزال الجثة وآليات الحفر.
واعترف المتهم بأنه توجه صباح يوم إقدامه على الجريمة نحو حلاق بـ«حي بنديبان»، وقام بحلق لحيته وغير مظهره، كما تخلى عن نظاراته الطبية، وأصبح يرتدي الكمامة الطبية، حتى لا يثير انتباه المواطنين والمحققين الذين شعر بهم وسط حي النصر الذي يكتري فيه البيت رفقة شقيقين وشخص آخر، في حين استمعت المصالح الأمنية كذلك إلى الحلاق المعني والذي نفى أن يكون تعرف على المتهم، مؤكدا أنه يستقبل يوميا زبائن كثرا وأشخاصا يلجون محله لأول مرة، والملاحظة الوحيدة التي أدلى بها أن المتهم كان يتعرق بشدة، ويرتقب أن يتم استدعاؤه من جديد للمحكمة للإدلاء بشهادته والاستماع إليه بخصوص هذا الموضوع، وحول إن كان قد تجاذب معه أطراف الحديث وسط المحل، سيما وأن صوره كانت قد غزت مواقع التواصل الاجتماعي.
واستنادا للمصادر، فإن التحقيقات القضائية والأمنية أظهرت أن المتهم لجأ إلى اللهجة المصرية لإرسال رسالة إلى أب الطفل الضحية، لتمويه المحققين، وطلب فدية تفوق 90 مليون سنتيم، كما اقتنى شريحة رقم هاتفي جديد، وتوجه صوب حي بعيد عن المجال الحضري، وذلك للتمويه أكثر في حال تم تعقب مصدر ومكان الرسالة الهاتفية، ولإبعاد الشبهات عن الحي الذي يقطن فيه أيضا، مما يؤكد أن المتهم استخدم ذكاءه ووظف معارفه، خصوصا وأنه خريج القانون العام.
ولا يزال الترقب سيد الموقف بخصوص إمكانية استدعاء قائمين على شركة فرنسية لأجزاء السيارات على مستوى منطقة الشرافات بطنجة، بخصوص عدم التبليغ عن المتهم الذي يشتغل فيها، فضلا عن أقرب المقربين إليه على مستوى الشركة، والذين يعرفونه جيدا، سيما وأن بعض المعلومات المتوفرة تظهر تحاشي كل الذين يشتغلون في الشركة مشاركة روابط على «الفيسبوك» بخصوص حالة اختفاء الطفل، وكذا مقتله، مما يؤكد أنهم جميعا كانوا يعرفون القاتل وأحجموا عن التبليغ، سيما أصدقاءه الذين يتناول معهم الوجبات الغذائية بالشركة المعنية، حيث كان بالإمكان التعرف على مكان سكنه بسرعة من طرف المصالح الأمنية.
الاخبار