لعبة الكراسي تصل إلى الحرم الجامعي: رئيس ابن زهر يغيّر جلده قبل انتهاء ولايته

بلوس2428 أبريل 2025آخر تحديث : منذ أسبوعين
بلوس24
وطني
لعبة الكراسي تصل إلى الحرم الجامعي: رئيس ابن زهر يغيّر جلده قبل انتهاء ولايته

يبدو أن التلون السياسي المرتبط بالمصالح الشخصية لم يعد مقتصرًا على المنتخبين والبرلمانيين، بل امتد ليشمل رؤساء المؤسسات الجامعية، وآخرهم رئيس جامعة ابن زهر. فبعد أن أدرك الرئيس أن أيامه في المنصب باتت معدودة، وأن فرص عودته لولاية ثانية أصبحت مستحيلة، تحول بين عشية وضحاها إلى حزب الأحرار بعدما كان ينتمي إلى حزب البام، بل وحضر لقاءً ضمَّ أساتذة من التجمع الجامعي.

نَقَلَ الأساتذة والمقربون الخبر على أنه محاولةٌ يائسةٌ للعودة إلى الرئاسة، خاصةً بعد إصدار مذكرة وزارية أعادت فتح الملف، في أعقاب إزاحة الوزير السابق الميراوي الذي ذهبت جهوده أدراج الرياح مع التغيير الحكومي الجديد.

من جانب آخر، ظل الرئيس المؤقت مُتمسكًا ببرنامجه “الإصلاحي” المُعلَن، متغاضيًا عن حضور الاجتماعات المحلية والجهوية، ما أثار غضب مسؤولي جهة سوس، لا سيما بعد أن أغلق هاتفه في وجه مسؤول رفيع بوزارة التعليم العالي، وهو ما عاد عليه بعواقبَ سلبيةٍ زادت من ضغوط منصبه.

وفي خضم فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، الذي فقد بريقه بعد إبعاد اللجنة المنظمة الأصلية، أشعل المنظمون شرارة لقاءٍ غير متوقع بين الرئيس السابق والرئيس الموقت، بينما كان حديث المقاهي منصبًّا على مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة.

ترقب الحضور باهتمامٍ مراسم تسليم التكريم؛ فمن ناحية، هناك الرئيس السابق الذي حقق للجامعة إشعاعًا دوليًا، ومن ناحية أخرى، الرئيس المؤقت الذي اكتفى طوال ولايته الأولى بانتقاد سلفه دون إحداث أي تغيير ملموس، بل ظلت الجامعة تحت إدارته أسيرة الجمود.

صعد الرئيسان إلى المنصة، وتعددت تأويلات المشهد بين الحضور، بينما انتشر خبر التكريم على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم. يرى البعض أن تقديم “التذكار” من الرئيس الموقت إلى سلفه خطوةٌ لاسترضائه وضمان استمرارية الإدارة، بينما يفسرها آخرون على أنها ضربةٌ موجعةٌ “للمؤقت” في توقيتٍ بالغ الحساسية.

رغم أن تغيير الانتماء السياسي حقٌ دستوري، إلا أن منصب رئيس الجامعة يفرض على شاغله أن يكون قدوةً في النزاهة والمسؤولية، خاصةً وهو يدير مؤسسةً تُعَلِّم الطلبة مبادئ الديمقراطية والانتماء المجتمعي. طرائف كثيرة يمكن ان نتحدث عنها في وقت لاحق، لكن اليوم يحق لنا أن نتساءل: أين المصداقية حين يتحول رأسُ العلم إلى رمزٍ للانتهازية؟

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)