في ظل التطورات السياسية والتشريعية التي تشهدها بلادنا، أكد مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، على أن الحصيلة الرقمية لتجاوب الحكومة مع البرلمان تُعد معبرة ودالة. حيث أنها عقدت 17 اجتماعًا خاصًا لمدارسة 240 مقترحًا قانونيًا، وقبول 10 مقترحات قوانين من قِبَل المعارضة، كما تجاوبت مع 6194 سؤالًا كتابيًا و1372 سؤالًا شفويًا، من إجمالي 9424 سؤال كتابي و5461 سؤالًا شفويًا. هذه الأرقام تظهر اهتمام الحكومة بالنقاش البرلماني واعترافها بأهمية دور المعارضة في العملية التشريعية.
ومع ذلك، من الضروري أن نلقي الضوء على الجودة والفاعلية الفعلية لهذه المداولات. هل تم تقييم المقترحات المقدمة من قِبَل المعارضة بنفس النزاهة والاهتمام التي تم معاملة مقترحات الحكومة؟ هل تم التعاطي بجدية مع هذه المقترحات ومراعاة رؤيتها السياسية وأثرها على المشاريع الحكومية؟ إنه من الضروري أن تكون المعالجة المتكافئة والمحايدة هي أساس النقاش الديمقراطي الفعال.
هناك أيضًا ضرورة لزيادة شفافية عملية التفاعل بين الحكومة والبرلمان وتوفير المعطيات والمعلومات للمواطنين. يجب أن يكون هذا النقاش والحوار مفتوحًا للعامة بحيث يشعروا بأنهم جزء من هذه العملية التشريعية الهامة وأن أصواتهم مهمة في صنع القرار.
الأرقام وحدها لا تكفي لقياس مدى الالتزام الحكومي بالنقاش البرلماني البناء. هناك حاجة للتأكيد على النتائج الملموسة التي تحققت من خلال هذا النقاش ومدى تأثيرها على سياسات الحكومة وتحسين الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين.
نتمنى أن تستمر الحكومة في التفاعل الإيجابي مع المعارضة وتحسين جودة النقاش البرلماني. إن دعم هذه العملية الديمقراطية يعزز من مستقبل بلادنا ويحقق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
التعليقات - تجاوب الحكومة مع البرلمان: بين الأرقام والواقعية السياسية :
عذراً التعليقات مغلقة