مات بادوج و ودع هذه الدنيا، بعدما أفنى شبابه في سبيل الفن و التمثيل. موته سيشكل صدمة للعديد من متابعيه من محبيه، و من كانوا يحلمون باستمرار الفن الأمازيغي مسرحا و سينما.
الموت قدر و مشيئة الله، هكذا يعلق الكثيرون، عندما تنتقل الروح الى بارئها و يوارى جثمانه الثرى، لكن القليلون فقط يتذكرون أن الموت الذي يخطف الروح أهون من الموت الذي يسكن الناس.
نعم لقد سكن الموت الفنان الأمازيغي، في ظل تهميش متواصل لهذه الثقافة، لهذا الفن،لهذا الانسان . كما كان يردد دائما المرحوم “بادوج” : التهميش يطال هذا الفن “. لكن لا أحد منهم يسمعون هذا الكلام ، لا السياسيون، لا الرأسماليون و ما أكثرهم في سوس و لا نحن الذين نقتل الفنانين يوميا بسيديهات 5 دراهم ،بل بالمقولة المشهورة” مطرب الحي لا يطرب”.
و لكي يعترف بك المغاربة عليك أن تسكن في مدن المحور، أن تكون أنيقا، و أن تكون قريبا من الوزارت، من البرلمان، من القنوات، من كل شيء حي؛ أما هنا فلا شيء يتحرك و لا شيء يتحول.
قبل أن يموت الكثيرون من الفنانين الأمازيغ الذين يعانون شظف العيش، بعد تاريخ طويل مجيد، تذكروا جيدا أن التهميش من قتلهم أولا و سياسات السياسيين و شجاراتهم كالجارات فوق الشرفات، و بعض من نكران الجميل و نكران الفن كأحد أسلحة الأمة لدحر الأفكار المخادعة .
لقد مات اليوم أحمد بادوج، و انتقل الى عفو الله، و هناك عديدون سابقين و اخرين لاحقين، فقط لا تنسوا أن التنمية التي لا تنمي الانسان الفنان و لا تضمن عيشه الكريم لا تعد تنمية بل تكريس لإعادك انتاج التهميش.
التعليقات - رحل “أحمد بادوج”، و سيرحل آخرون… تذكروا أن التهميش يقتل قبل الموت… :
عذراً التعليقات مغلقة